أسدل الستار ليل الأربعاء - الخميس على فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان"ايام المنارة المسرحية"في رام الله، بعرض لمسرحية"العذراء والموت"للكاتب التشيلي أرييل دورفمان ومن إخراج الراحل جوليانو مير خميس الذي اغتيل برصاص مجهولين في مدينة جنين بعد يوم من انطلاقة المهرجان قبل عشرة أيام. وتحولت حفلة الختام الى تظاهرة تنديد باغتيال خميس 52 سنة المولود لأب فلسطيني من الناصرة وأم يهودية، وأمضى سنواته في مخيم جنين مؤسساً لمسرح"الحرية"ومطالبة السلطة الفلسطينية بالكشف عن قاتليه وتقديمهم للمحاكمة. وأتيحت للجمهور قبل الدخول الى قاعة العرض، فرصة مشاهدة فيلم قصير من إنتاج أصدقائه في مسرح"الحرية"اشتمل على بعض الاقتباسات لخميس عندما كان يعمل على إنشاء هذا الصرح، ويقول فيها:"مشروع المسرح رسالة تحرر للانسان كفرد والمساواة بين امرأة والزلمة الرجل هو المسرح تحدٍ ليس ضد العادات والتقاليد انما لحرية التعبير وهي حرية قبل حرية الاحتلال، الفرد يجب ان تكون عنده حرية التعبير". وبدأ جوليانو الغائب الحاضر في عرض مسرحيته قبل اشهر على انتاجها من خلال"مسرح الميدان"في حيفا، وشكل رحيله صدمة لكثيرين. واختار جورج ابراهيم مقتطفات من أشعار الراحل محمود درويش للاشارة الى اغتيال جوليانو خلال كلمته في حفلة الختام. ثم قال:"صديقي جوليانو لن نسمح لهم أن يقتلوا الروح والامل الذي زرعت، سنواصل ما كنت بدأت. وداعاً ايها الصديق ايها الفنان الجميل". وكتب حسن البطل صاحب العمود الثابت في جريدة الايام"أطراف النهار"في نشرة وزعت لمناسبة اختتام المهرجان:"جوليانو المبني للمعلوم... بما يحلم المسرحي ان يموت على خشبة المسرح... بمَ يحلم المخرج المسرحي ان يؤسس مسرحاً... قيل أعطني مسرحاً اعطِك امة... جوليانو خميس اعطى جنين فلسطين مسرحاً يعد ويدرب مسرحيين شباناً... اعطى الامة مسرحاً واعطى الامة حياته". ودعا الممثل عامر حليحل الجمهور الذي غصت به قاعة مسرح وسينماتك القصبة لمتابعة"العذراء والموت"الى التوقيع على عريضة حملت عنوان"فلتكن درب جوليانو خضراء... نعم للكشف عن قتلة جوليانو مير خميس... نعم للمضي قدماً في مشروعه ورسالته"، موجهة الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض وطالبهم بالمشاركة في الاعتصام الذي سيقام غداً أمام مقر عباس في رام الله في الوقت الذي سيكون فيه وفد من الفنانين يسلمونه هذه العريضة.