اقترح بيتر تي. كينغ، البرلماني الجمهوري ممثل ولاية نيويورك ورئيس لجنة الامن القومي في الكونغرس الاميركي تنظيم جلسات استماع تتناول تطرف المسلمين الاميركيين. وعلى خلاف معارضيه، لا نرى أن كراهية الاسلام هي وراء اقتراح كينغ. فإذا كان تطرف المسلمون الاميركيون هو خطر متعاظم يتهدد أمن الاميركيين، على ما يزعم كينغ، فلا مناص من تنظيم الكونغرس مثل هذه الجلسات. ولكن بيتر تي. كينغ لم يفلح في تقديم بيّنات على الخطر المزعوم، ولم يثبت أنه بلغ حداً يستدعي النظر في أحوال الديانة هذه. وذهب كينغ الى أن قيادات المسلمين الروحية لا يتعاونون مع الشرطة. ونسب الى شرطي محلي وفيديرالي قوله إن تعاون الأئمة المسلمين ضعيف، وأن هؤلاء لا يتجاوبون أبداً مع الشرطة في بعض الحالات. وتناهى الى كينع أن الائمة المسلمين يطلبون من المسلمين عدم التعاون مع ممثلي النظام الذين يتقصون عمليات تجنيد الانتحاريين في المساجد. ولكن كلام كينغ بقي عاماً من غير تخصيص ومعلومات محددة، وتوسل ببينات ضعيفة ومتناقضة. فعلى سبيل المثال، ذهب قائد شرطة لوس أنجيليس، لي بيكا، الى أن المسلمين في مقاطعته يؤدون دوراً بارزاً في مكافحة الارهاب. ولا شك في أن عدداً من المسلمين الاميركيين سلك نهج التطرف وشارك في عمليات ارهابية، ومنهم نضال مالك حسن، الرائد في الجيش الاميركي المولود في الولاياتالمتحدة من والدين فلسطينيين. والرائد هذا أطلق النار على زملائه في قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس، في 5 تشرين الثاني نوفمبر 2009. ويفترض بجهاز الاستخبارات الفيديرالي الاميركي تقصي معلومات عن الافراد المتطرفين. وفي مثل هذه الحالات، يسعه استجواب عدد من الائمة والمسلمين. ولكن ما ساقه بيتر كينغ لتسويغ تنظيم جلسات الاستماع في الكونغرس لا تقوم له قائمة. وفي اوضاع عادية، لا ضير في تنظيم جلسات استماع من غير أدلة وافية. ولكن النزول على اقتراح كينغ في وقت تنظر شريحة من الاميركيين الى المسلمين بعين الريبة، في غير محله. ويبدو أن كينغ يرمي الى اثبات أن المسلمين هم مصدر خطر وأنهم لا يدينون بالولاء لبلدهم. ونخشى أن تستند اللجنة الى تعريف فضفاض ل"التطرف". واعضاؤها مدعوون الى التذكر أن عدداً كبيراً من الافكار"المتطرفة"لا يخالف التعديل الاول في الدستور الاميركي. فهو يصون الحق في التعبير. وتقصي احوال ديانة من الديانات يبعث على القلق. وقد تفاقم جلسات الاستماع مشاعر معاداة الاسلام في المجتمع الاميركي. * معلق، عن"لوس أنجيليس تايمز"الاميركية، 17/2/2011، اعداد م.ن.