سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القذافي يواصل استعادة مدن من الثوار ... وطلب الجامعة العربية يحمل "أمرين متناقضين لا يمكن التوفيق بينهما" . إتجاه غربي إلى "رقابة" للأجواء و "ضربات محددة" بدل "حظر الطيران"
واصل العقيد الليبي معمر القذافي أمس هجومه المضاد لاستعادة زمام المبادرة ضد الثوار، إذ شنّت دباباته هجوماً على مدينة زوّارة القريبة من الحدود التونسية في غرب البلاد وتمكنت من دخولها مساء، في وقت تواصلت عمليات الكر والفر في معارك الشرق وتحديداً حول البريقة النفطية، في ظل غارات للطيران على مدينة أجدابيا،"بوابة"شرق البلاد. راجع ص 4 و5 وتزامن ذلك مع بدء مجلس الأمن مناقشة فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا بهدف منعه من استخدام سلاح الطيران لضرب شعبه ومعارضيه الذين باتوا ممثلين بالمجلس الوطني الانتقالي. وقالت مصادر في الأممالمتحدة ل"الحياة"إن البعثة اللبنانية شرعت في صوغ مشروع قرار يقضي بفرض حظر للطيران فوق ليبيا بعدما عقد مجلس الأمن جلسة مشاورات مغلقة بناء على طلب المندوب اللبناني الدائم السفير نواف سلام الذي كان قد ابلغ يوم السبت قرار مجلس الجامعة العربية طلب فرض حظر جوي إلى رئيس مجلس الأمن طالباً عقد جلسة لاتخاذ خطوات في هذا الإطار. وصرّح سلام عقب الجلسة المغلقة بأن هناك نوعين من الأسئلة التي يتداولها أعضاء المجلس هما"نوع من الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها"و"نوع من الأسئلة لا جواب عليها". وأعطى سلام مثالاً على النوع الثاني:"هل سيكون حظر الطيران كافياً لوقف العمليات العسكرية وضرب المدنيين ووقف أعمال العنف؟... وهل سيكون لمثل هذا القرار مفعول رادع؟". وأضاف أن السؤال عما إذا كانت"هذه خطوة في الاتجاه الصحيح"الجواب عليه"طبعاً"، مشدداً على أنه نقل إلى مجلس الأمن قراراً من الجماعة العربية بتأييد الحظر وليس قراراً منفرداً. وتحفّظ عن استخدام تعبير"الدول المترددة"في مجلس الأمن، مشيراً إلى أن"كل الأسئلة مشروعة"بما فيها"تحديد منطقة"حظر الطيران و"الوجه العملياتي للحظر"الذي هو"في حاجة إلى بلورة". وقال إن مشروع القرار سيرد على هذه التساؤلات وسيتم طرحه"فور جهوزه". وأعرب عن أمله أن يتحرك مجلس الأمن في هذا المجال بالسرعة التي تحرّك فيها عندما فرضت العقوبات على نظام العقيد القذافي قبل أسبوعين تقريباً. وقال المندوب الروسي الدائم في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أمس إن أسئلة كثيرة ما زالت بلا اجابة بخصوص فرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا. غير أنه أشار، عقب الاجتماع المغلق للمجلس، إلى أنه لم يستبعد فرض مثل هذه المنطقة قائلاً إن موسكو مستعدة للنظر في ذلك. وقالت مصادر في مجلس الأمن ل"الحياة"التي اتصلت بها من أبوظبي، إن الدول المتحفظة عن منطقة حظر الطيران أشارت إلى أن الطلب العربي انطوى على أمرين"متناقضين لا يمكن التوفيق بينهما"وهما حظر الطيران وعدم التدخل العسكري الأجنبي. وسألت المصادر"من سيقدم العتاد... والكلام ليس فقط عن المال"، مضيفة:"يجب أن نشعر أن العرب هم الذين سيكونون جزءاً من المعركة". وتابعت:"هناك حاجة إلى الوضوح والإيضاح بأن لا مجال لفرض حظر الطيران من دون عنصر التدخل العسكري". وفي باريس، أجرت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون محادثات مع الرئيس نيكولا ساركوزي ومسؤولين فرنسيين ووزراء خارجية مجموعة الدول الثماني، ركّزت على الملف الليبي، بما في ذلك تذليل الإشكالات التي تعيق تنفيذ منطقة حظر الطيران. ومن المتوقع أن تكون أجرت الوزيرة الأميركية محادثات مع ممثلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي اعترفت به باريس ممثلاً شرعياً للحكم في ليبيا. وقال مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة"في باريس إن تنفيذ منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا أمامه عقبات لأن ذلك يعني أنه سيشمل كل الأجواء الليبية"الأمر الذي يتطلب تدخل الحلف الاطلسي... وهذا الأمر غير ممكن حالياً". وتابع أنه في ظل تعذّر تطبيق الحظر الجوي يدرس الغربيون إمكان اللجوء إلى خيار آخر يقضي ب"مراقبة الأجواء الليبية"مع توجيه ضربات جوية ضد أهداف محددة ومدروسة بعناية. وتابع المصدر أن فرنسا"تنتظر ما سيقوله مجلس الأمن"في هذا الشأن لمعرفة هل هناك تأييد للحظر الجوي أم لا. واوضح أن مراقبة الأجواء الليبية وتوجيه ضربات محددة يتطلب إمكانات أقل من فرض حظر كامل للطيران فوق ليبيا. ولفت أيضاً إلى أن الجامعة العربية غير موافقة على أن تكون عملية تطبيق الحظر الجوي مهمة يقوم بها حلف"الناتو"بل تريد أن يتم ذلك من خلال مجلس الأمن، وهو أمر يبدو متعذراً حالياً في ظل معارضة الروس والصينيين وربما دول أخرى. وذكرت وكالة"رويترز"، من جهتها، أن فرنسا تسعى إلى دفع وزراء خارجية الدول الثماني الصناعية الكبرى خلال اجتماعهم في باريس للاتفاق على تحرك بشأن ليبيا ودعم جهودها للإسراع في استصدار قرار من مجلس الأمن بفرض الحظر الجوي. وقالت الخارجية الفرنسية إن قضية ليبيا ستكون على رأس جدول أعمال المحادثات التي جرت أمس وستجري اليوم بين الوزيرة كلينتون ووزراء خارجية بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان وروسيا. ووصفت الولاياتالمتحدة طلب الجامعة العربية فرض منطقة حظر جوي بأنها"خطوة مهمة"، إلا أنها ما زالت تلتزم الحذر بشأن تأييد تدخل عسكري مباشر. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع البنتاغون في مقابلة مع تلفزيون"أم أس أن بي سي"إن وزاء حلف شمال الأطلسي وافقوا على"أن يواصلوا التخطيط لأي عمل عسكري، بما في ذلك منطقة حظر الطيران"فوق ليبيا. لكن فرض الحظر يعتمد على صدور قرار سياسي بذلك، مؤكداً أن القوات الأميركية تستطيع تنفيذ هذه المهمة إذا صدر لها الأمر.