سارعت قطر فور صدور قرار مجلس الأمن الخاص بفرض الحظر الجوي على ليبيا إلى إعلان ترحيبها بالقرار في شأن «الحالة في ليبيا». وقرن مصدر مسؤول في الخارجية القطرية ذلك بتأكيد أن بلاده «استناداً إلى قرار مجلس الأمن قد قررت المشاركة في الجهود الدولية الهادفة لحقن الدماء وحماية المدنيين في ليبيا». وفيما شددت وزارة الخارجية القطرية على «احترام دولة قطر خيارات الشعب الليبي وحقه المشروع في الحياة الآمنة»، لفتت إلى «تطلع قطر للتنفيذ السريع لقرار مجلس الأمن بما يوقف نزيف الدم في ليبيا ويحقق الاستقرار والأمن والأمان للشعب الليبي الشقيق». وكانت الديبلوماسية القطرية لعبت دوراً فاعلاً في مجلس التعاون الذي كانت دوله دعت مجلس الأمن إلى فرض حظر جوي فوق ليبيا. ووصف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية قرار مجلس الأمن بأنه «يعكس استجابة المجتمع الدولي لنداءات إنسانية عدة منها دعوة مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية في شأن ضرورة حماية الشعب الليبي من نهج الإبادة والغطرسة الذي يتعرض له حالياً». وفي عمان (أ ف ب)، اعرب الأردن عن تأييده قرار مجلس الأمن. وقال طاهر العدوان، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، لوكالة «فرانس برس»، إن «الأردن يؤيد بالتأكيد قرار مجلس الأمن حول ليبيا لكنه لن يشارك في أي عمل عسكري ضدها». وأضاف أن «هذا الموقف هو أصلاً ما طالبت به الجامعة العربية عندما طلبت من مجلس الأمن التدخل وفرض منطقة حظر جوي على حركة الطيران العسكري الليبي كذلك». وفي تونس (رويترز)، قال ناطق باسم الحكومة التونسية إن تونس لن تشارك في أي تدخل عسكري دولي في جارتها ليبيا. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أثناء زيارة لتونس الخميس إن المحادثات تجرى في شأن قيام دول عربية بدور مباشر في عملية عسكرية ضد الزعيم الليبي معمر القذافي لحماية المدنيين. وقال الناطق الحكومي طيب بكوش ل «رويترز» لدى سؤاله عن مشاركة تونس إن هذه المسألة ليست محل نقاش. وأضاف أن تونس لن تشارك في أي تدخل عسكري ضد ليبيا وإنها لن تشارك بأي حال. وفي القاهرة (أ ف ب)، بدأت سلطات الطيران المدني المصرية تطبيق قرار مجلس الأمن بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا. وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الطيار سامح الحفني رئيس هذه السلطة الجمعة: «فور صدور قرار مجلس الأمن تم وقف رحلات الطيران بين مصر وليبيا وغلق الممرات الجوية التي كانت تعبر أجواء ليبيا وتحديد مسارات بديلة تبعد عن الأجواء الليبية». مصر تسلّح المعارضة الليبية وقالت (رويترز) صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس إن الجيش المصري بدأ يرسل أسلحة عبر الحدود إلى المعارضة الليبية المسلحة بعلم الولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين ومن المعارضة الليبية إن معظم الشحنات كانت بنادق وذخيرة. وذكرت أن هذه في ما يبدو أول حالة تقدم فيها حكومة أجنبية أسلحة للمعارضة الليبية المسلحة. وقال مسؤول أميركي: «لا توجد سياسة رسمية أميركية أو اعتراف بأن هذا يحدث». لكنه استطرد أن «هذا شيء نعرفه». وقالت الصحيفة انه لا يوجد تأكيد رسمي مصري في شأن الشحنات. والولاياتالمتحدة هي حليف وثيق لمصر وموردها الأساسي للمساعدات العسكرية. وذكرت الصحيفة أن هاني سوفلاكيس وهو رجل أعمال ليبي في القاهرة قام بدور الوسيط بين المناهضين للقذافي والحكومة المصرية منذ بدء الانتفاضة و«نعرف أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية يساعدنا لكن لا يمكن أن يحدث هذا بشكل واضح. الأسلحة تمرر. الأميركيون أعطوا الضوء الأخضر للمصريين ليساعدوا. الأميركيون لا يريدون التدخل بشكل مباشر لكن المصريين لن يفعلوا ذلك دون ضوء أخضر». ونقلت الصحيفة عن ناطق باسم حكومة المعارضين في بنغازي قوله إن شحنات الأسلحة بدأت تصل إلى المعارضة المسلحة، لكنه احجم عن كشف الجهة التي تصل منها هذه الأسلحة. ابن ولي العهد الليبي السابق وفي لندن (أ ف ب)، قال محمد السنوسي إبن ولي عهد ليبيا السابق الجمعة إن قرار مجلس الأمن حول ليبيا «أعظم الأخبار التي سمعها شعبنا الليبي». وقال السنوسي اللاجئ منذ 1988 إلى العاصمة البريطانية في بيان إن «قرار الأممالمتحدة بحماية المدنيين في ليبيا أعظم الأخبار التي سمعها شعبنا الليبي البطل منذ عقود». وأضاف إن «التزام المجتمع الدولي مساعدتنا على تحقيق السلام والحرية في ليبيا سيحقق النجاح وآمل وأدعو أن يكون هذا اليوم قريباً». وتابع: «يجب أن يرحل (العقيد الليبي) معمر القذافي ونظامه وعائلته الآن، فقبضتهم الحديد على ليبيا انتهت». ومحمد السنوسي (48 سنة) هو نجل الحسن السنوسي، ولي عهد ليبيا السابق. وكان العقيد القذافي أطاح بعمّه الأكبر الملك إدريس السنوسي وأبيه ولي العهد، في الأول من أيلول (سبتمبر) 1969.