هذا الخبر لو نشر قبل عام ما كان يمر من دون ردود فعل سورية قوية.. شعباً وحكومة وشبيحة .. لكن نشره هذه الايام لا يقلق أحداً.. بخاصة وان العالم كله يتابع ما يجري من تجاذب بين حكومة الاسد والجامعة العربية من تهديد ووعيد.. وأما الخبر فيتعلق بلاعب سوري من الجولان المحتل منحه الاتحاد الدولي لكرة القدم الموافقة على اللعب للمنتخب الاسرائيلي من دون الحاجة الى استظهار جواز سفره .. كونه لا يحمل الجنسية الاسرائيلية، ومحروم من استخدام جواز بلده الاصلي، بمعنى انه من فئة البدون المعلقين بين الباء والنون. اللاعب هو وئام عماشة الذي يلعب لنادي مكابي حيفا، وهو يتصدر هدافي الدوري الاسرائيلي، وبالتالي فلا مجال للتنازل عن عصفور نادر بخاصة وان اسرائيل تسعى للعودة الى مشهد الكرة العالمية مع مونديال البرازيل 2014 بعد غياب دام اكثر من أربعين عاماً.. والسؤال هو لماذا اعتبر بلاتر حالة اللاعب عماشة خاصة وتتطلب معالجة خاصة؟ ولا يجوز حرمان اسرائيل من خدمات لاعب مميز جداً... وهو، اي بلاتر، الذي وقف سداً في وجه اقتراح محمد روراوة في مؤتمر"الفيفا"بالبهاماس قبل خمس سنوات، الذي طالب فيه بالسماح للاعبين الذين لم يتجاوزا الثالثة والعشرين باللعب لمنتخبات بلدانهم الاصلية، ولو تقمصوا ألوان بلدان مضيفة كفرنسا او المانيا او بلجيكا.. ولولا ان هذا الموضوع طرح على تصويت المؤتمر ما عادت عصافير كثيرة لبلدانها شرقاً وغرباً.. واليوم عندما يتعلق الامر بأمن اسرائيل الكروي، يكون من السهل استصدار فتوى على المقاس. لا اعرف ان كان الاتحاد السوري طالب اللاعب المذكور باللعب له قبل اليوم ام لا، او انه كان يتعامل معه كلاعب شبه اسرائيلي، وجلبه قد يفسر على انه نوع من التطبيع... لكنني مدرك ان الصدمة التي تعرضت لها الكرة السورية بعد إقصائها المر من تصفيات كأس العالم بعد الاحترازات التي سجلت ضدها لمخالفة اللوائح وادراج لاعب معاقب، لا يتيح لها مجالاً للتفكير في عماشة او عكاشة.. فسورية كلها في فم كماشة. ان اسرائيل لا تقوم بتهويد التراث العربي وحده، ولكنها تسعى اليوم الى تهويد الأقدام العربية المبدعة، ففضلاً عن عشرات اللاعبين الفلسطينيين ممن يطلق عليهم عرب 1948،. الذين لعبوا تحت العلم الاسرائيلي، ان طواعية او إكراهاً، تدخل مرحلة جديدة لتهويد الأقدام وابتزاز الشباب العربي المحاصر من كل الجهات، وخياراته كلها تصب في الصحن الاسرائيلي.. على رغم ان منتخب فلسطين شرع في سقي التربة الكروية بجلب لاعبين من اميركا الجنوبية، ذوي اصول فلسطينية، ولا غرابة ان يظهر بمستوى يرفع الرأس. ان المؤامرة الاسرائيلية، بدات تاخذ أبعاداً تمس جوهر الانسان العربي، ودفعه الى ان يحلب في إنائها. [email protected]