اعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الاتهامات الموجهة إليه بتقاضي رشى من الكويت للتغاضي عن الأضرار التي يشكلها بناء ميناء مبارك"ملفقة"وتسيء الى العلاقات الخارجية للعراق، مؤكداً البدء في إجراءات قضائية لمحاسبة مطلقيها. وكان النائب في"ائتلاف دولة القانون"عمار الشبلي ذكر في تصريحات صحافية أن وزير النقل هادي العامري ووزير الخارجية هوشيار زيباري تسلما هدية مالية من دولة الكويت، وقال إن العامري أعاد إثر عودته الى العراق الهدية الى السفارة الكويتية في بغداد، وهو ما نفاه مكتب العامري لاحقاً. وقال زيباري أمس في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية ببغداد إن تصريحات أطلقها نواب وسياسيون أخيراً تتهمه وموظفي وزارته بتلقي رشى من الكويت هي"اتهامات مسيئة وتشكل قذفاً متعمداً وتشهيراً وإساءة الى الحكومة العراقية والى علاقات العراق الخارجية ومساعيه للاندماج في المحيط العربي والإقليمي والدولي". وأكد انه وطاقم وزارته"يقبلون بأي محاسبة لكنهم يرفضون التشهير والتلفيق، وهناك العديد من السياسيين يتحدثون في الإعلام عن قضايا مصيرية تهم العراق من دون ضوابط، وسنثير هذا الأمر أمام البرلمان". وكانت"لجنة النزاهة البرلمانية"وجهت الأسبوع الماضي استفسارات الى وزيري النقل والخارجية العراقيين في شأن ما أشيع عن تقديم دولة الكويت هدايا لهما أثناء زيارتهما لها للبحث في ملف ميناء مبارك. وشدد زيباري على أنه أرفع من تلقي رشى أو التساهل في أمور وقضايا تهم العراق وقال إن"الاتهامات تطلق في شكل عشواي ما يدل على جهل فاضح بشؤون العراق الخارجية". وأضاف أن"هذه الاتهامات تدخل في باب المزايدات السياسية ولا تعبر عن الواقع بقدر ما تشكل عملية تخريب لعلاقات العراق الخارجية". ولفت الى أن"الوفد العراقي الذي ترأسه إلى الكويت لبحث الملفات العالقة بين البلدين لم يناقش قضية ميناء مبارك إطلاقاً"، وأوضح أن"المحادثات تناولت تنفيذ قرارات مجلس الأمن الصادرة اثر غزو قوات النظام العراقي السابق الكويت في عام 1990 وتثبيت الدعامات الحدودية البرية والبحرية والملاحة في خور عبد الله والتعويضات العراقية للكويت وممتلكات الكويتيين في العراق وحركة التبادل التجاري بين البلدين". وكشف وزير الخارجية العراقي عن البدء بإجراءات قانونية"لمقاضاة مطلقي التصريحات المسيئة ومحاسبتهم على اتهاماتهم الملفقة التي تسيء إلى العراق حكومة ودولة"، وتساءل:"لمصلحة من تأتي هذه التصريحات المسيئة التي تطلق من دون ضوابط وتعمل على عرقلة تسوية القضايا العالقة مع الكويت التي يدفع لها العراق مبلغ 120 مليون دولار شهرياً كتعويضات عن الغزو؟".