أعلنت ايران امس معارضتها طلب عضوية فلسطين في الاممالمتحدة، غداة القرار الذي اتخذته لجنة الاعتمادات في مجلس الامن بإحالة طلب العضوية على لجنة الخبراء في المجلس. في هذه الاثناء، تواصلت المساعي الديبلوماسية من اجل استئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، لكنها اصطدمت بتعنت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ازاء الاستيطان، فيما قرر الكونغرس حجب 200 مليون دولار من المساعدات المقدمة الى السلطة الفلسطينية. راجع ص 5 ففي طهران حيث افتتح امس المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية، بحضور قادة فصائل فلسطينية وبرلمانيين وشخصيات من مئة بلد، جدد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي في كلمة افتتاحية رفضه أي خطة تؤدي الى تقسيم فلسطين بشكل دائم، واقترح استفتاء الفلسطينيين في هذا الصدد، وقال:"ان كل خطة تؤدي الى تقسيم فلسطين غير مقبولة"، مضيفاً ان"حق الفلسطينيين المشروع في عضوية الاممالمتحدة يخفي بين طياته مخطط دولتين، وهو ليس سوى اذعان للمطالب الصهيونية او اعتراف بالنظام الصهيوني على اراض فلسطينية". من جانبه، تمسك رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل بالمقاومة خياراً ومشروعاً استراتيجياً في كل المراحل حتى تتحرر كل فلسطين، مضيفاً:"حتى لو أخذنا قرار العضوية، سنجد ان الأرض التي نريد ان نقيم الدولة عليها ارض محتلة مزروعة بالمستوطنات". على خط مواز، تواصلت المساعي الاوروبية من اجل استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وفي هذا الصدد، نقلت وكالة"معا"الفلسطينية للأنباء عن مصادر فلسطينية رفيعة المستوى قولها ان المستشارة الاميركية انغيلا مركل اتصلت هاتفيا قبل ايام بالرئيس محمود عباس ثم نتانياهو لاعادتهما الى طاولة المفاوضات، الا ان جهودها اصطدمت بتعنت الاخير ازاء الاستيطان وقرار بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة"غيلو"في القدسالمحتلة قبل ايام. واضافت المصادر ان رفض نتانياهو لاقتراحات المستشارة الالمانية وقف الاستيطان او حتى"كبحه"، دفع مقربين منها الى وصف مكالمتها معه بالساخنة جداً. في السياق نفسه، أسف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس لقرار البناء في مستوطنة"غيلو"، معتبرا انه"منح الفلسطينيين ذريعة او سبباً لرفض التفاوض". واضاف في مؤتمر صحافي في بوردو في حضور نظيره الايطالي فرانكو فراتيني:"هناك موقف مشترك للاوروبيين مع هدف بالغ الوضوح: دولتان لشعبين... ثانيا، نعتقد بان الوضع القائم خطير بالنسبة الى الجميع، وينبغي العودة الى طاولة المفاوضات". واعتبر ان اقتراح الرئيس نيكولا ساركوزي بمنح الفلسطينيين صفة دولة مراقبة وفق شروط، لا يزال مطروحا، وقال انه في مواجهة تعثر"لا مفر منه"في مجلس الامن خلال الاسابيع المقبلة،"فإن الموقف الفرنسي هو الآتي: فلنحاول ان نرى امكان القيام بخطوة في الجمعية العامة في اتجاه دولة فلسطينية عبر الاعتراف بوضع دولة مراقبة شرط ان يكون الفلسطينيون واضحين في التزامهم الاعتراف بدولة اسرائيل وامنها وعدم لجوئهم الى المحكمة الجنائية الدولية قبل انتهاء المفاوضات". من جهته، قال فراتيني:"نظل موحدين كأوروبيين رغم ان القرار الاسرائيلي ببناء مزيد من الوحدات الاستيطانية لا يساعد عملية السلام واستئناف المفاوضات". واضاف:"رغم ذلك، نظل متمسكين بالاهمية القصوى لاستئناف عاجل للمفاوضات"، مشدداً على ان الاتحاد الاوروبي"بذل جهداً كبيراً بالتعاون مع اعضاء الرباعية الآخرين". وتابع:"علينا ان نبقى موحدين ونعمل لاستئناف المفاوضات".