القدس المحتلة، رام الله - أ ف ب - اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان قرار اسرائيل الموافقة على بناء 1100 وحدة سكنية في القدسالشرقية، يشكل رفضاً لخطة اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط لبدء مفاوضات، ويؤدي الى «تدمير حل الدولتين»، فيما رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو يلمح الى انه يرفض تجميداً جديداً للاستيطان. وقال عريقات ان «اسرائيل بقرارها بناء 1100 وحدة استيطانية في القدس تقول بأنها اختارت الاستيطان بدل السلام، وترد بذلك بألف و100 لا على بيان اللجنة الرباعية» التي كانت دعت الى استئناف مفاوضات السلام بهدف التوصل الى اتفاق نهائي في نهاية 2012. وأعلن بيان صادر عن وزارة الداخلية الاسرائيلية الثلثاء ان لجنة تخطيط المناطق في الوزارة وافقت على خطة بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة في حي جيلو الاستيطاني في القدسالشرقية. واتهم عريقات الحكومة الاسرائيلية بالسعي «من وراء هذه الانشطة الاستيطانية والاجراءات الاحتلالية، الى تدمير خيار الدولتين وتدمير عملية السلام». وقال عريقات «نعتبر ان اسرائيل اليوم، ردت على بيان اللجنة الرباعية الذي دعا الى وقف الاجراءات احادية الجانب من كلا الجانبين والذي يعني في الحال الاسرائيلية وقف الاستيطان بما فيه النمو الطبيعي للمستوطنات، وتنفيذ خريطة الطريق». وتحاول القيادة الفلسطينية تجميع اكبر عدد من الدول لصالح الاعتراف بعضويتها في الاممالمتحدة استناداً للطلب الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة الماضية، في حين ما زالت دول تعارض هذا الطلب ومنها الولاياتالمتحدة الاميركية. وقال عريقات «نقول للدول التي لم تساعدنا في التوجه الى مجلس الامن، بان الطريق الوحيد للسلام وتثبيت حل الدولتين هو تأييد المسعى الفلسطيني في مجلس الامن لنيل العضوية الكاملة». وكانت اللجنة الرباعية الدولية دعت، بعد تقديم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الاممالمتحدة، اسرائيل والفلسطينيين للعودة الى طاولة المفاوضات، وحضت الطرفين على بدء المحادثات في غضون شهر للتوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية عام 2012. وأشار اقتراح اللجنة الى خطة خريطة الطريق عام 2002 التي تدعو الى تجميد البناء في المستوطنات وتحض الطرفين على «الامتناع عن القيام باعمال استفزازية». لكن دعوة الرباعية الجمعة لم تتضمن اي طلب لاسرائيل بوقف البناء في المستوطنات قبل اعادة اطلاق مفاوضات السلام على رغم الاصرار الفلسطيني على عدم العودة الى المفاوضات من دون تجميد للاستيطان. ولمح رئيس الوزراء الاسرائيلي الى انه لا ينوي اعلان تجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية لاقناع الفلسطينيين بتحريك المفاوضات. وقال نتانياهو في مقتطفات مقابلة اجرتها معه صحيفة «جيروزاليم بوست» نشرت الثلثاء «سبق وقمنا بذلك». وكان نتانياهو يلمح الى فترة التجميد الجزئي لاعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية ل10 اشهر التي انتهت قبل عام. وقال نتانياهو «انها حجة لا يزال (الفلسطينيون) يستخدمونها لكني اعتقد ان كثيرين يرون في ذلك حيلة لتفادي مفاوضات مباشرة». وفي الاشهر الماضية رفض نتانياهو اي تجميد جديد. والاسبوع الماضي استبعد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا اي تجميد «حتى ليوم واحد». ويتوقع ان يعقد نتانياهو الثلثاء جلسة مصغرة تضم ثمانية وزراء للبحث في الرد على اقتراح الرباعية. وكان نتانياهو أعرب السبت عن استعداده لقبول خطة الرباعية شرط استئناف المفاوضات «من دون شرط مسبق». وفي المقابلة مع «جيروزاليم بوست» قال نتانياهو انه لا يعتزم التدخل في مشروع بناء اكثر من 700 مسكن في حي جيلو الاستيطاني في القدسالشرقية. وقال: «لا اعتقد ان هناك اي جديد. نخطط ونبني في القدس كما فعلت الحكومات الاسرائيلية منذ انتهاء حرب 1967» عندما احتلت اسرائيل القدسالشرقية ثم ضمتها. وأضاف: «نبني في الاحياء اليهودية ويبني العرب في الاحياء العربية. هكذا تسير الامور في هذه المدينة».