تعتزم وزارة الخارجية الإسرائيلية تقديم «وثيقة» رسمية لمجلس الأمن تتضمن حجج إسرائيل لرفضها اعتراف الأممالمتحدةبفلسطين دولة مستقلة في حدود عام 1967، وفي مقدمها «عدم قدرتها على تنظيم انتخابات عامة في أراضي السلطة الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) ولا حتى انتخابات محلية»، ما يؤكد بنظر إسرائيل أن «الفلسطينيين غير ناضجين لقيام دولة مستقلة لهم». كما ستوفد إسرائيل ممثلين عنها إلى كولومبيا والبوسنة في محاولة لإقناع حكومتيهما بعدم التصويت إلى جانب إقامة الدولة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس أن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان طلب من القسم القضائي في وزارته تسريع إعداد «الوثيقة» لتقديمها لمجلس الأمن «لنشرح لأعضائه لماذا الفلسطينيون غير ناضجين لإقامة دولة». وتوقعت الإذاعة أن تلتئم «هيئة الوزراء الثمانية» مجدداً اليوم للبت في موقف إسرائيل من اقتراح اللجنة «الرباعية» الدولية لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وكانت الهيئة اجتمعت الأسبوع الماضي وسط تسريبات بأنها تميل إلى قبول الاقتراح لأنه لا يتطرق البتة إلى الاستيطان. لكن وسائل الإعلام العبرية توقفت في عناوينها عند التنديد الأميركي والأوروبي بقرار إسرائيل بناء نحو ألف وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «غيلو» في محيط القدسالمحتلة. وتحدثت صحيفة «هآرتس» عن أزمة ديبلوماسية عنيفة مع ألمانيا تسببها قرار البناء، مضيفة أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تعتبرها إسرائيل أصدق أصدقائها في القارة، اتصلت الجمعة الماضي برئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووبخته على القرار الذي اعتبرته استفزازاً «بالذات بعد تجنّد ألمانيا لإحباط المشروع الفلسطيني في مجلس الأمن (للاعتراف بالدولة) وجهدها لاستئناف المفاوضات». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ألمان كبار قولهم إن المستشارة لم تعد تثق بأي كلمة ينطق بها نتانياهو». وسارع مكتب رئيس الحكومة إلى إصدار بيان ينفي ما نشرته «هآرتس» عن «أزمة عنيفة»، مشدداً على أن «العلاقات مع الحكومة الألمانية والمستشارة ميركل جيدة ووثيقة»، وأنه حين تكون خلافات في الرأي «تتم تسويتها بروح طيبة». وأعرب المكتب عن ثقته بأنه سيتضح قريباً أن العلاقات بين إسرائيل وألمانيا «ودودة وسليمة كما كانت دائماً». ونوّهت «هآرتس» إلى أن بيان مكتب رئيس الحكومة تجاهل حقيقة أن مكتب المستشارة هو الذي بادر إلى نشر بيان رسمي شديد اللهجة رداً على قرار البناء الجديد في مستوطنة «غيلو». وأضافت أن بيان مكتب نتانياهو لم يقدم تفسيراً لحقيقة أن العلاقات بين الجانبين في العامين الأخيرين تتسم بفتور ما. وبحسب موظف إسرائيلي كبير، فإن مرد غضب ميركل هو اعتقادها أن إعلان البناء أجهض جهودها لإعادة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات. وقال للصحيفة إن قرار البناء «أفقد ميركل صوابها» على خلفية جهودها المكثفة، وبطلب مباشر من نتانياهو، لإقناع الرئيس محمود عباس (أبو مازن) خلال اجتماعهما الأخير، بقبول مقترح «الرباعية». وتابع أن ميركل سألت عباس عما يحتاجه لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، فأجاب أنه مستعد لقبول التزام إسرائيلي للولايات المتحدة ب «تجميد هادئ» للبناء في المستوطنات لثلاثة أشهر. وتابعت أن الرسالة نقلت إلى نتانياهو، لكن الأخير لم يرد عليها، «وهو ما جعل ميركل تغلي غضباً مع إعلان البناء الجديد، فبادرت إلى الاتصال به لتوبيخه». وشكّك الموظف في أن تواصل ألمانيا جهودها لفرملة المشروع الفلسطيني في الأممالمتحدة، «بل قد تدعم المبادرة لرفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقبة». وعقب الناطق بلسان رئيس الحكومة ليران دان على المحادثة بالقول إن نتانياهو أوضح للمستشارة أنه لا يرى في «غيلو» مستوطنة إنما «حي في عاصمة إسرائيل حيث نفذ جميع رؤساء الحكومات البناء». وأضاف أن المحادثة لم تكن قاسية ولم تتضمن أي توبيخ.