طالب عدد من المختصين السعوديين في الحج والعمرة بفرض عقوبات على شركات الطيران التي تسببت في تجمع العديد من المعتمرين في المطارات السعودية نتيجة عدم وفائها بتسفيرهم إلى بلدانهم في الأوقات المحددة. وقالوا ل"الحياة"إن النظام المعتمد في موسم الحج يجب أن يُطبَّق على موسم العمرة بحيث لا يذهب المعتمر إلى المطارات إلا في حال وجود حجز مؤكد على شركات الطيران تجنباً لحدوث التجمع. وأوضح رئيس"اللجنة الوطنية للحج والعمرة"سعد القرشي أن التجمع الحاصل حالياً"هو ما يؤرق شركات الحج والعمرة في هذه الأيام نتيجة تأخر عدد من المعتمرين في السفر إلى بلدانهم بسبب شركات الطيران التي تتحمل الجزء الأكبر من هذا التجمع"، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً مع الجهات المختصة لتسفير هؤلاء المعتمرين مع شركات الطيران التي أتوا عليها، إضافة إلى أن تسفير عدد كبير من المعتمرين في وقت واحد يسبب كثيراً من الإشكاليات لشركات الطيران بسبب عدم تمكنها من تسيير رحلات كثيرة بما يكفي. ولفت إلى أن عدد المعتمرين الذين لم يغادروا إلى الآن يصل عددهم إلى 250 ألف شخص، وأن أي تأخير لأي رحلة يتسبب في شكل غير مباشر في تجمع المعتمرين، وهو ما يحمّل شركات العمرة تكاليف إضافية لإقامة المعتمرين، موضحاً أن عدد المعتمرين سجل مستوى قياسياً عند أربعة ملايين شخص. وأرجع عضو"معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج"عبدالرحمن مارية أن التجمع الحاصل حالياً سببه شركات الطيران التي لم تلتزم بالحجوزات المعتمدة، إضافة إلى أن غالبية الطائرات في هذه الشركات غير دولية ومستأجرة وتخدم أكثر من جهة وهو ما يصعب مهمة نقلها للمعتمرين في شكل متواصل. وطالب بفرض غرامات على شركات الطيران المخالفة وتطبيق نظام موسم الحج على موسم العمرة، إذ أن بعض المعتمرين يمكثون أكثر من يومين في المطارات السعودية حتى يحصلوا على رحلة إلى بلدانهم، مطالباً بعدم السماح لأي معتمر بالذهاب إلى المطار إلا في حال وجود حجز مؤكد، وهو النظام المطبق في موسم الحج. وأضاف مارية أن موسم العمرة يرتبط بنواحٍ اقتصادية مهمة جداً بالنسبة إلى السعودية، لافتاً إلى أن عدم التنظيم الحاصل حالياً في موسم العمرة جعل كثيراً من المعتمرين يذهبون إلى المدن الخليجية القريبة مثل دبي للتبضع،"ما يشكل خطراً وخسارة كبيرة لنا، ولا يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة السعودية في خدمة الحجاج والمعتمرين". وشدد مدير احدى شركات العمرة خالد الغامدي على أن شركات العمرة تتجه إلى مطالبة شركات الطيران بتعويضات"نتيجة الزامنا بإسكان المعتمرين خلال فترة الانتظار، ما يرتب علينا تكاليف إضافية". وأوضح أن إنفاق المعتمرين هذه السنة ارتفع بحسب إحصاءات الجهات المسؤولة بنسبة 30 في المئة بسبب ارتفاع تكاليف الإسكان إلى 25 في المئة وزيادة أسعار السلع والمواد الغذائية بنحو 15 في المئة، إضافة إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، ما رفع إنفاق المعتمرين خلال هذا الموسم إلى 30 بليون ريال ثمانية بلايين دولار.