قضى عشرون شخصاً على الأقل غرقاً وفقد عشرون آخرون لدى جرف مياه الفيضانات حافلة اقلتهم قرب بلدة خاد بوزدار في اقليم البنجاب وسط باكستان أمس، فيما واصلت السلطات جهودها الرامية الى حماية مدن وقرى كثيرة من السيول، وإجلاء السكان في وادي الاندوس بإقليم السند جنوب الذي تجتاحه فيضانات غير مسبوقة منذ اكثر من شهر. ولم يحترم سائق الحافلة قرار حظر السير في طريق غمرتها المياه، فانقلبت بسبب قوة تيار المياه التي اندفعت من التلال وعلى متنها حوالى 50 راكباً. في غضون ذلك، واصل الجيش ورجال الاغاثة لليوم الثاني على التوالي اجلاء حوالى مئة الف من سكان مدينة شهدادكوت وقرى عدة في وادي نهر الاندوس، بينما نزح بعضهم مستخدمين امكاناتهم الخاصة. وقال ياسين شار، الموظف الكبير في شهدادكوت:"وجهنا انذاراً اخيراً الى السكان طالبين منهم الرحيل، لأن السدود التي تحمي المدينة من روافد الاندوس قد تنهار"، موضحاً انه جرى اجلاء 90 في المئة من سكان المدينة وضواحيها، حيث اتلفت مزارع الموز وقصب السكر. وأمس، توجهت طلائع فريق إنقاذ تابعة للدفاع المدني وحرس الحدود السعوديين مع كافة تجهيزاتها على متن ثلاث طائرات الى باكستان للمساهمة في إنقاذ محتجزين ومحاصرين ومتضررين من الفيضانات. وتغادر دفعة ثانية المملكة اليوم. وقال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز لوكالة الأنباء السعودية:"مساهمة هذا الفريق المتخصص في عمليات الإنقاذ المائي تأتي في إطار جهود خادم الحرمين الشريفين لمؤازرة الباكستانيين في محنتهم، وما يتعرضون له من ظروف غير مسبوقة تعتبر الأسوأ في تاريخهم". وأوضح أن الفريق المتخصص مزود، إلى جانب خبراته الاحترافية، بكل المعدات والآليات التي تساعده في تنفيذ مهماته بفاعليه، وبينها سيارات انقاذ ومعدات ثقيلة ومولدات كهرباء ومحطات لتنقية المياه وقوارب ووسائل انقاذ. وأمله بأن يؤدي فريق الإنقاذ السعودي مهماته بمستوى تطلعات القيادة السعودية وشرف المسؤوليات الإنسانية التي كلف بها. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمر اول من امس بإرسال مستشفيين ميدانيين على وجه السرعة إلى باكستان لتقديم خدمات طبية وانسانية للمتضررين من السيول في بعض المناطق. وثمّن وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة هذه اللفتة الإنسانية من خادم الحرمين، و"التي تجسد الاهتمام الكبير الذي يوليه للدول الإسلامية والصديقة". وأفاد بأن هذين المستشفيين الميدانيين سيزودان فرقاً طبية متكاملة عالية التأهيل ومجهزة بأحدث التقنيات، وما يتعلق بها من أدوية وإمدادات ومستلزمات، وكل التجهيزات لتقديم أفضل رعاية صحية في هذه الحالات الطارئة. وفي الصين، بدأت عمليات التنظيف في الجانب الصيني من الحدود مع كوريا الشمالية، بعد فيضانات ادتالى اجلاء اكثر من 250 الف شخص، بينما يستعد إقليم جزيرة هاينان جنوب لهطول امطار غزيرة ورياح شديدة، بسبب عاصفة مدارية جديدة تعتبر الأحدث في سلسلة من الظواهر الجوية الشديدة التي أسفرت عن سقوط حوالى 3900 قتيل حتى الآن هذه السنة، بينهم 1750 شخصاً قتلوا او فقدوا في انزلاقات للتربة في بلدة نائية بمقاطعة غانسو شمال غرب في السابع من الشهر الجاري. وستتوجه العاصفة المدارية إلى إقليم جوانغدونغ المجاور، ثم الى فيتنام. وأكدت السلطات ان الفيضانات تتراجع في اقليم لياوننغ شمال شرق، وان عمليات التنظيف تتواصل، و"ستنتهي خلال يومين او ثلاثة"، بعدما اسفرت عن سقوط 4 قتلى واجلاء 253 الف شخص. وأشارت الى ان نهر يالو"دون مستوى الانذار بالخطر"، وان اشخاصاً استطاعوا العودة الى منازلهم وفي الجانب الكوري الشمالي، أفادت وسائل اعلام بأن الزعيم كيم يونغ ايل حشد الجيش لإجلاء 5 آلاف شخص من مدينة سينويغو التي غمرت المياه كل مناطقها". ودمرت فيضانات منازل وطرقات وخطوطِ للسكك الحديد ومحاصيل في كوريا الشمالية هذا الصيف، لكن عدد القتلى غير معروف بدقة. وبسبب عقود من تدمير الغابات، اصبحت كوريا الشمالية معرضة في شكل اكبر للفيضانات. وفي عام 2007، قالت بيونغيانغ إن"600 شخص على الاقل قتلوا او فقدوا بسبب فيضانات مدمرة".