مع التطور التصاعدي لوسائل الإعلام، منذ بداية العقد الأول من الألفية الثالثة، زاد الاهتمام بسبل تطوير إمكانات الصحافي وأدواته التكنولوجية والتحريرية، خصوصاً مع ما تشهده صناعة الإعلام في العالم من قفزات لافتة وتطورات مذهلة ألغت فرضية تأخر نقل الأخبار أو صعوبة الاستقصاء عن قضية في ظل ثورة تكنولوجية وإعلامية غير مسبوقة. من هذا المسعى، انطلقت"شبكة الصحافيين الدوليين"، وهي موقع إلكتروني يعد أكبر مصدر لمجتمع المساعدة الإعلامية في العالم. وتعد الشبكة خدمة إلكترونية للصحافيين ومديري الإعلام وخبراء المساعدة الإعلامية والمدربين الإعلاميين وكل من لديه اهتمام بحال الإعلام حول العالم. تنشر"شبكة الصحافيين الدوليين"من قبل"المركز الدولي للصحافيين"في العاصمة الأميركية واشنطن، والذي يعد منظمة غير ربحية متخصصة بتوفير التدريب الإعلامي للصحافيين من أنحاء العالم. بدأت"شبكة الصحافيين الدوليين"كنشرة مطبوعة لدول أوروبا الشرقية والوسطى في تسعينات القرن الماضي، لكون هذه البلدان كانت تجذب أنظار الداعمين للصحافة، خصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وبعد استقالة المحرر المؤسس عام 1997، قرر"المركز الدولي للصحافيين"- الجهة الناشرة للشبكة - إلغاء النسخة المطبوعة وإطلاق الشبكة عبر الإنترنت باللغة الإنكليزية. ويتصفح الشبكة حوالى 42 ألف زائر شهرياً. بعد ذلك توالت إضافة اللغات الأخرى، ومنها العربية. ويوضح محرر القسم العربي في شبكة الصحافيين الدوليين بسام سبتي ان الشبكة تهدف إلى إطلاع الصحافيين على الفرص والمعلومات التي يحتاجونها لتنمية قدراتهم المهنية ورفع المقاييس الصحافية في بلدانهم. ومع هذه المهمة،"تعمل الشبكة بكل جهودها لتعقب جهود التدريب والتنمية والمساعدة الإعلامية في أكثر من 150 بلداً، فضلاً عن مساعدة المانحين والمنظمين على تجنب التكرار والإطلاع على البرامج التدريبية والتطويرية المبدعة في أنحاء العالم". وعن الخط التحريري للشبكة وأهم المواضيع التي تتناولها، يقول:"تتبع الشبكة الحياد في كتابة التقارير وأخبار ومصادر التدريب الإعلامي. وتتناول المواضيع التي تنشر على الموقع كل ما يفيد الصحافيين من فرص ومواد التدريب كالدورات والمؤتمرات والمنح الدراسية وورش العمل ونشاطات أخرى يستطيع الصحافيون من خلالها تطوير قدراتهم ومهاراتهم". أما غالبية العاملين في الشبكة فهي من صحافيين وكتاب ومترجمين ولديهم خبرة في مجال الصحافة والإعلام من مختلف بلدان العالم، كالعراق وإيران وكولومبيا والبرازيل وسورية والولايات المتحدة. تضم الشبكة حوالى 10 محررين ومتدربين ومترجمين، غالبيتهم حائزة شهادة الماجستير في الإعلام والكتابات والعلوم السياسية. تحصل الشبكة على دعم من منظمات خاصة معنية بتطوير الإعلام في أنحاء العالم، فضلاً عن أنها تستقبل الإعلانات التي تخص التدريب الصحافي أو أي محتوى يستطيع الصحافيون الإفادة منه. وتستخدم عائدات الإعلانات لتطوير الموقع الإلكتروني، إذ يجرى حالياً العمل على تطوير الموقع في صورة شاملة، مع إضافة لغات جديدة في المستقبل كي يتسنى لأكبر عدد ممكن من الصحافيين الاستفادة من المصادر المتوافرة على الموقع. وأطلقت الشبكة قناة فيديو للتدريب الصحافي على موقع"يوتيوب"، بهدف ربط الصحافيين بعضهم ببعض في شتى المجالات الإعلامية في العالم العربي عبر مكتبة إلكترونية تضم مقاطع فيديو لتدريبهم، والاطلاع على معلومات واسعة في مجال التدريب الصحافي من خلال ال"يوتيوب". ويشارك في التدريب مجموعة من الصحافيين في تلفزيون"سي بي إس"الأميركي وقناة"فرانس 24". ومن أبرز الدورات الصحافية التي أطلقتها الشبكة دورة الصحافة الاستقصائية الإلكترونية بالتعاون مع"مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير"، والتي شارك فيها 28 صحافياً عربياً. وركزت الدورة على تمكين الصحافيين العرب من بناء الأسس الصحيحة للصحافة الاستقصائية عبر تمييز أوجه الاختلاف بين التقارير الاستقصائية وأنواع الصحافة الأخرى، والقدرة على استنباط الأفكار وتطويرها إلى قصص وتقارير استقصائية، والقدرة على إيجاد وبناء الفرضيات الاستقصائية، ومعرفة طرق البحث عن المواضيع في شبكة الإنترنت.