تواصلت أمس المسيرات والاعتصامات في الضفة الغربية وقطاع غزة تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، فيما حذرت «جمعية واعد للأسرى والمحررين» في غزة من «تدهور ستشهده السجون الصهيونية» في أعقاب فشل الحوار بين إدارة مصلحة السجون وممثلي الأسرى بسبب رفض مصلحة السجون الاستجابة لمطالب الأسرى إلا بعد وقف إضرابهم. وجرت مسيرات واعتصامات في الخليل ورام الله وجنين شارك فيها آلاف المواطنين. ونصبت خيم للاعتصام في الميادين العامة في مختلف المدن، ويتجمع أهالي الأسرى على مدار الساعة في هذه الخيم، وهم يحملون صور أبنائهم الأسرى. وأعلن عدد من أهالي الأسرى إضراباً عن الطعام تضامناً مع أبنائهم. وفي رام الله أعلن عدد من نشطاء «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» عن انضمامهم الى الإضراب المفتوح عن الطعام تضامناً مع الأمين العام للجبهة أحمد سعدات المعتقل في زنزانة عزل انفرادية منذ ثلاث سنوات. وقال قدورة فارس رئيس نادي الأسير ل «الحياة» إن الأسرى ما زالوا يخوضون حواراً مع سلطات السجون الإسرائيلية آملين بالاستجابة الى مطالبهم قبل الإعلان عن إضراب مفتوح في جميع السجون في الحادي عشر من الشهر الجاري. وأوضح أن الأسرى عرضوا على السلطات قائمة مطالبهم وفي مقدمها السماح لهم بالعودة الى الدراسة عبر الانتساب في الجامعة المفتوحة والتقدم لامتحان الثانوية العامة ووقف التفتيش وإنهاء العزل وغيرها. وكانت السلطات الإسرائيلية أوقفت انتساب الأسرى للجامعة المفتوحة قبل أربعة شهور بذريعة الإجراءات التي يتعرض لها الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت في غزة. وقال فارس إن السلطات تعزل 22 أسيراً في زنازين في شكل انفرادي، مضى على بعضهم في تلك الزنازين ما يزيد على عشر سنوات، فيما أمضى بعضهم حوالى 15 سنة متقطعة في الزنازين الانفرادية. وأعلنت وزارة شؤون الأسرى ونادي الأسير والقوى الوطنية عن برنامج فعاليات شعبية تضامناً مع الأسرى المضربين طيلة فترات الإضراب. وفي غزة، تجمع مئات المواطنين وممثلي القوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات وعشرات الأطفال أمام خيمة الاعتصام التضامني مع الأسرى في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، التي علقت عليها مئات صور الأسرى والأسيرات والمعتقلين. الى ذلك، حذرت «جمعية واعد للأسرى والمحررين» في غزة من «تدهور ستشهده السجون الصهيونية بعدما رفضت مصلحة السجون الاستجابة لمطالب الأسرى إلا بعد وقف إضرابهم». ونقلت «واعد» عن بعض الأسرى قولهم في إفادات لها إن ضباط الاستخبارات داخل السجون يهددون الأسرى منذ بدأوا إضرابهم في 27 الشهر الماضي بسحب إنجازاتهم في حال استمر الإضراب. وقالت إن «بعض هذه التهديدات بدأت بالتطبيق ومن أبرزها تقليص مدة الفسحة اليومية (خارج الغرف) من ثلاث ساعات إلى ساعة واحدة، ومنع ذوي الأسرى المضربين من زيارتهم، والاعتداء على الأقسام وتفتيشها وتخريبها في أوقات راحة الأسرى ونومهم كما حدث ليل (أول من) أمس لدى اقتحام بعض الأقسام في سجني نفحة وعسقلان». واعتبر المسؤول الإعلامي ل «جمعية واعد» عبدالله قنديل في بيان أن «متابعة (رئيس الحكومة الإسرائيلية) المجرم (بنيامين) نتانياهو ملف الأسرى، وتهديدهم أكثر من مرة جريمة فاضحة في حق الحكومة الصهيونية التي تفرض سطوتها على أسرى عزّل ضمن لهم القانون الدولي حقوقهم كاملة، وتدل على أن هناك خطة صهيونية مبرمجة للنيل من الأسرى والأسيرات الذين سطروا أروع ملاحم البطولة والتضحية داخل أقبية التحقيق الصهيونية». بدوره، طالب مدير مركز الأسرى للدراسات عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية الأسير المحرر رأفت حمدونة بالمزيد من التضامن الشعبي والرسمي مع الأسرى في أعقاب فشل الحوار بين إدارة مصلحة السجون وممثلي الأسرى بسبب عدم تجاوب الإدارة مع مطالبهم الإنسانية العادلة. في غضون ذلك، أفاد شهود فلسطينيون ومصدر أمني أن آليات إسرائيلية مدرعة توغلت صباح الثلثاء في شكل محدود في المنطقة الحدودية مع إسرائيل في بلدة القرارة في خان يونس جنوب قطاع غزة. وأوضح الشهود أن جرافتين ترافقهما أربع دبابات توغلت في أراض زراعية لمواطنين فلسطينيين في محيط موقع كيسوفيم العسكري الإسرائيلي على الحدود شرق البلدة، وقامت بأعمال تجريف فيها لعدة ساعات قبل أن تنسحب. وأشار مصدر أمني محلي أن مروحية هجومية إسرائيلية أطلقت النار أثناء عملية التوغل من دون أن تسجل إصابات. وذكر الشهود أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا أربع قذائف باتجاه القوات الإسرائيلية.