دعا الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان، إلى البحث عن السبل الكفيلة بالتخلص من الإرهاب، مشدداً على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة الإرهاب في الدول العربية كافة، وكذلك بين هذه الأجهزة ونظيراتها في الدول الأخرى، مبيناً أن عولمة الجريمة تفرض عولمة التعاون من أجل تحقيق النتائج المطلوبة. وأكد الدكتور كومان في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العربي الثاني عشر للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب الذي بدأ أعماله أمس في العاصمة التونسية، ضرورة اشتراك جميع الهيئات حكومية وغير حكومية في عملية التوعية، وفي مقدمها الهيئات الدينية والمؤسسات الإعلامية والتربوية والاجتماعية والرياضية والجمعيات الأهلية، وسائر مؤسسات المجتمع المدني. وأشار إلى أهمية التوعية بالخطر الناجم عن هذه الآفة، وإبراز المبادئ السامية التي يقوم عليها الدين الإسلامي الحنيف، وبالتنشئة على القيم الأخلاقية والتقاليد العربية الأصيلة، التي تدعو إلى التسامح والتعايش ونبذ العنف والإجرام. وأفاد كذلك بأن الدول مدعوة بإدارتها وأجهزتها المعنية إلى الاهتمام بالجوانب الإنمائية لمختلف مناطق البلاد، والعمل قدر الإمكان على توفير وسائل العيش الكريم والضمانات الاجتماعية اللازمة لجميع المواطنين، بحيث لا يقع بعضهم تحت تأثير الجماعات الإرهابية وينساق وراء مخططاتها الإجرامية. وأعرب الدكتور كومان في المؤتمر الذي شارك فيه ممثلون عن مختلف الدول العربية ومن بينها المملكة فضلاً عن جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، عن مشاعر التقدير والعرفان للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولوزراء الداخلية العرب على دعمهم للتعاون الأمني العربي ومساندتهم لأنشطة الأمانة العامة وبرامجها المختلفة. وأوضح أن ما يزيد من مخاطر الإرهاب التقدم الهائل الذي بلغه العالم اليوم على صعيد الاتصالات، الأمر الذي يسهل على التنظيمات الإرهابية التأثير في الجهلة وضعاف النفوس من الناس. وشدد على أن الفقر والشعور بالحرمان أداتان أساسيتان تستخدمهما التنظيمات الإرهابية لجمع المؤيدين وضمهم إلى صفوفها، وأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعانيها بعض الأفراد والفئات الاجتماعية تمكّن التنظيمات الإجرامية من إغراء قسم من الناس وكسب ولائهم ودفعهم بالتالي إلى الانغماس في الأعمال الإجرامية، مشيراً إلى أن هذه التنظيمات تمتلك إمكانات كبيرة يأتي معظمها من أعمال غير مشروعة، مثل الاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال أو غير ذلك، الأمر الذي يوفر لها التمويل اللازم لعملياتها. ويناقش المؤتمر استراتيجية عربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ودور شبكة الإنترنت في تنامي الإرهاب، وطرق تفعيل السياسات الوقائية لمكافحة الإرهاب، والخصائص الفكرية والنفسية والاجتماعية للشخصية الإرهابية، إلى جانب عرض تجارب بعض الدول الأعضاء في مكافحة الأعمال الإرهابية.