بينما يحتفل العالم بمرور 150 عاماً على ميلاد أديب الهند الكبير رابندراناث طاغور (1861-1941)، نظم المجلس الأعلى المصري للثقافة بالتعاون مع السفارة الهندية في القاهرة لقاء هندياً-مصرياً احتفاءً بطاغور صاحب الشخصية المتعددة أوجه التعبير الإبداعي، فهو شاعر ورسام وكاتب مسرحي ومؤلف أغان وروائي وفيلسوف. وخلال اللقاء الذي شارك فيه شعراء وأدباء من مصر والهند، نوقشت مجموعة من المحاور حول طاغور، الذي تمكن من خلال عبقريته الشعرية من رفع مكانة الهند في العالم، فضلاً عن محور خاص عنوانه «مقارنة بين شعر طاغور وشوقي».وفي كلمة، قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي: «كان طاغور شاعر الفعل، يحرث الأرض بيده، ويعمل مع العمال، كان يغادر بيته، ويترك أهله من أجل أن يبحث عن الشعر، ومن أجل أن يقف الى جانب الناس، ربما لهذا كان الجنود يهرعون اليه يتلقون كلامه كما لو أنه وحي». وقدم الباحث الهندي حسين الرحمن قراءة لثلاث قصائد كتبها طاغور في آخر أيامه، الأولى «عبر ليل مظلم»، والثانية «ليس إنجازي» والثالثة «على ضفاف نهر». وأشار الشاعر المصري فاروق شوشة في كلمته إلى أن طاغور كان يرفض ان يكون ناسكاً، لأنه رأى في التنسك عزلة واحتجاباً. واعتبر شوشه ان أهم ما جمع بين أحمد شوقي وطاغور ان كليهما قدَّم خلاصة أمته الشعرية بعد ان استوعب تراثها وعاش معاناة دائمة مع تجربة الإبداع الشعري منفتحاً على تجارب الحياة. ورأى الناقد المصري محمد عبد المطلب أن طاغور وشوقي «حاربا التعصب الديني، وكلاهما بدأ كلاسيكياً محافظاً ثم بعد فترة طويلة انطلق في الإبداع بحرية وحماسة، واللافت ان كليهما سافر إلى الخارج ليكمل دراسة الحقوق. وأضاف «لقد توج طاغور مسيرته بحصوله على نوبل بينما توج شوقي مسيرته بحصوله على لقب أمير الشعراء».