نفت السفارة الاميركية في بغداد بشدة الأنباء التي تحدثت عن إجراء واشنطن مفاوضات سرية للتقريب بين"ائتلاف دولة القانون"بزعامة نوري المالكي وائتلاف"العراقية"بزعامة اياد علاوي، فيما تباينت آراء الكتل السياسية بشأن"المائدة المستديرة"التي اقامها الرئيس جلال طالباني وغاب عنها علاوي. وكان الشيخ همام حمودي القيادي في"المجلس الاعلى الاسلامي" أحد مكونات"الائتلاف الوطني"اتهم الولاياتالمتحدة بأنها"تقود مفاوضات سرية للتقريب بين علاوي والمالكي بهدف تشكيل الحكومة من ائتلافيهما واستبعاد"الائتلاف الوطني"من المشاركة في الحكومة. وقال حمودي ل"قناة العراقية"الرسمية أمس ان "هناك مساعي للجمع بين العراقية وائتلاف دولة القانون تقودها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعتقاداً منها ان الكتلتين كبيرتان يمكنهما ان تتقاسما السلطة". وأضاف ان"مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان الذي يزور العراق الآن يعتقد ان الكيانين يمكنهما ان يتقاسما السلطة"، مشيراً الى وجود"مسعى لتغيير بعض أسس الدستور أو تجاوزه، أو اتفاق على صيغة دستورية لتقاسم هذه السلطة بين هاتين الكتلتين". لكن المتحدث باسم السفارة الاميركية في بغداد فيليب فرين نفى بشدة وجود أي تحرك اميركي من هذا النوع . وأكد فرين في تصريح ل"الحياة"ان"هذه الاتهمات غير صحيحة وعارية عن الصحة تماما"، مؤكداً ان"واشنطن لا تقود أي مفاوضات خلف الكواليس"، موضحاً ان"واشنطن لا تدعم أي كتلة او ائتلاف، وكل ما يهمها هو تشكيل حكومة عراقية تمثل جميع العراقيين بالسرعة الممكنة". ورداً على ما يشاع عن وجود تدخل ايراني في تشكيل الحكومة من خلال ممارسة طهران ضغوطاً على الاحزاب الشيعية لتقاسم السلطة وإبعاد علاوي عن رئاسة الوزراء، اشار فرين الى ان"العراق بلد ذو سيادة، والولاياتالمتحدة تحترم سيادة العراق. ونحن نتمنى من كل جيرانه أحترام سيادته أيضا وعدم التدخل في شؤونه الداخلية سواء ما يتعلق بتشكيل الحكومة أوغيرها". لكنه شدد على ان"واشنطن تهتم بشدة بأن يشكل العراقيون الحكومة الجديدة بانفسهم من دون تدخل ولا حتى مساعدة من احد". الى ذلك، تباينت آراء الكتل السياسية بشأن"المائدة المستديرة" التي اقامها رئيس الجمهورية جلال طالباني في مقر اقامته في قصر السلام ظهر أمس التي غاب عنها قياديو قائمة"العراقية"خصوصاً رئيسها اياد علاوي واسامة النجيفي ورافع العيساوي. وبرر المكتب الاعلامي ل"العراقية"عدم حضور علاوي بسفره الى خارج البلاد من دون تحديد الدول التي سافر علاوي اليها. كما لم يوضح سبب عدم حضور أي قيادي من"العراقية"باستثناء طارق الهاشمي. وحضر دعوة طالباني كل من المالكي وزعيم"المجلس الاعلى الاسلامي"عمار الحكيم، و نائب رئيس الجمهورية القيادي في"المجلس الأعلى"عادل عبد المهدي، ونائب رئيس الجمهورية القيادي في"العراقية"طارق الهاشمي، ورئيس البرلمان المنتهية ولايته القيادي في"جبهة التوافق"اياد السامرائي، ورئيس الهيئة السياسية لتيار الصدر كرار الخفاجي، وزعيم تيار الاصلاح الوطني ابراهيم الجعفري، كما حضر الاجتماع وزير الداخلية زعيم"ائتلاف وحدة العراق"جواد بولاني، ورئيس مؤتمر صحوة العراق احمد ابو ريشة، ورئيس ديوان الوقف السني احمد عبد الغفور السامرائي، ووزير الخارجية هوشيار زيباري، والقيادي في"الائتلاف الوطني العراقي"قاسم داود، واعضاء"الائتلاف الوطني العراقي"هادي العامري وابراهيم بحر العلوم وقصي السهيل وبهاء الاعرجي والشريف علي بن الحسين ونصير الجادرجي وخالد الملا وعبد الكريم العنزي، وقادة"ائتلاف دولة القانون"حسين الشهرستاني وخالد العطية، بالاضافة الى اعضاء"العراقية"علاء مكي وراسم العوادي وحسين الشعلان. ووصف القيادي في"العراقية"عدنان الدنوس لقاء رؤساء الكتل في مقر طالباني أمس بأنه"لقاء مجاملات"، معتبرا ان"الامر يندرج ضمن نهج الرئيس طالباني الذي عودنا على مثل هذه المبادرات لتطمين الشارع العراقي". إلا ان الناطق باسم"جبهة التوافق"سليم الجبوري وصف في تصريح صحافي اللقاء ب"الجيد الذي يفتح الباب امام الكتل لتجاوز اشكالياتها"، معتبراً ان"دعوة رئيس الجمهورية تعتبر نقلة في حلحلة توجهات الكتل السياسية نحو عملية الاسراع بتشكيل الحكومة المقبلة". ورجح ان تضع مثل هذه اللقاءات"اتفاقات اولية واطراً عامة لانهاء ازمة تشكيل الحكومة". لكن حركة"التغيير"الكردية التي يتزعمها نيشروان مصطفى، وهو قيادي منشق عن"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة طالباني، شنت هجوما عنيفا على طالباني بسبب عدم دعوتها الى الاجتماع . وقال رئيس"التغيير"شيخ لطيف "كنا نأمل بأن يسمو الرئيس على الخلافات الشخصية بين الاتحاد الوطني الكردستاني وقائمة التغيير، وان يكون على مسافة واحدة من الجميع. لكن عدم دعوتنا يثير الاستفهام والتساؤل"، مضيفاً ان"هذا الموقف يتسبب عن قصد أو غير قصد بتفريق شمل البيت الكردي". وحصلت"التغيير"على 8 مقاعد في البرلمان في الانتخابات التشريعية الاخيرة التي أُجريت مطلع آذار مارس الماضي. نشر في العدد: 17213 ت.م: 21-05-2010 ص: 8 ط: الرياض