علمت"الحياة"ان هناك محاولات مكثفة لعقد لقاء يحضره كبار القادة السياسيين الفائزين في الانتخابات لتبادل وجهات النظر في تشكيل الحكومة الجديدة، ويقود"الائتلاف الوطني"هذه الجهود، فيما يستبعد بعضهم إمكان تحقيق ذلك بسبب الخلافات المستحكمة. الى ذلك، تواصل الائتلافات الاربعة الفائزة في الانتخابات وهي:"العراقية"و"ائتلاف دولة القانون"و"الائتلاف الوطني"و"التحالف الكردستاني"، محادثاتها، وتنقسم آراء أحزاب"الائتلاف الوطني"بين رئيسي الوزراء السابق إياد علاوي والحالي نوري المالكي. وأبلغ عضو"الائتلاف"نصار الربيعي وهو قيادي في التيار الصدري"الحياة"انه"يعمل حالياً على تنفيذ مبادرة سياسية لجمع الفرقاء الفائزين حول طاولة مستديرة لتبادل وجهات النظر ومعرفة مطالب ورغبات كل منهم قبل تشكيل الحكومة الجديدة". وأضاف ان"الائتلاف يشدد على ضرورة تناسي الخلافات القديمة والشخصية في هذه المرحلة والبدء من جديد واحترام نتائج الانتخابات، بعيداً من الاتهامات التي تعرقل الجهود وتطيل فترة ولادة الحكومة الجديدة". ولفت الى ان"الائتلاف الوطني حصل على موافقات مبدئية من القادة السياسيين لبدء محادثات مباشرة في ما بينهم، الا ان معظمهم ربط عقد الاجتماعات بعد اعلان نتائج الانتخابات ليعرف كل طرف وزنه وحجمه الانتخابي". وأعرب ائتلاف"العراقية"عن ترحيبه بأي خطوة من شأنها تقريب وجهات النظر بين السياسيين. وقالت الناطقة باسم القائمة ميسون الدملوجي ل"الحياة"ان"الاجتماعات امر لا بد منه لتكون هناك اتصالات مباشرة بين السياسيين لتبادل وجهات النظر حول المرحلة المقبلة بعيداً من الاتهامات غير المستنده الى الواقع لزرع الثقة في ما بينهم". ويستبعد مراقبون امكان عقد اجتماع موسع يجمع قادة الائتلافات قريباً نظراً إلى الخلافات المستحكمة، لا سيما ان تجربة المجلس السياسي للأمن الوطني الذي يضم كبار القادة انتهت بالفشل، بعد رفض بعضهم المشاركة في اجتماعاته. وتنقسم مكونات"الائتلاف الوطني العراقي"إلى فريقين حول الجهة التي يمكن التحالف معها لتشكيل الحكومة، احدهما يفضل"ائتلاف دولة القانون"وآخر يفضل"العراقية". وقال انتفاض قنبر القيادي في"المؤتمر الوطني العراقي"ل"الحياة"ان"المشاورات وصلت الى نتائج جيدة مع ائتلاف المالكي"، معتبراً انه"حليف طبيعي وضروري في هذه المرحلة"، مضيفاً ان"اللجنة التي شكلها"الائتلاف الوطني"للتحاور مع"دولة القانون"عقدت اجتماعات"مهمة وإيجابية". الا ان التيار الصدري الذي يرأس اللجنة، نفى حصول اتفاق مبدئي على التحالف مع"ائتلاف دولة القانون"، وقال قيادي في التيار طلب عدم الاشارة الى اسمه ل"الحياة"ان"العراقية"اقرب إليه. ولفت الى ان"العراقية تبدي مرونة كبيرة في المحادثات وليس لديها سقف عال من المطالب وتسعى الى تشكيل حكومة تحظى بقبول الجميع وتمنع احتكار السلطة وهذه هي اهدافنا، بعكس ائتلاف المالكي الذي ما زال يصر على تجديد ولاية رئيس الوزراء الحالي". وكان مقتدى الصدر انتقد بشدة اول من امس تصريحات بعض السياسيين المالكي وتحذيره من احتمال تدهور الوضع الامني"بسبب عدم حصول بعض الكتل على نتائج تصب في مصلحتها". في هذه الاثناء اكدت اربع قوائم قائمة وحدة العراق، واتحاد الشعب، وحزب الامة العراقية، وتجمع الاحرار امس، رفضها القاطع لنتائج الانتخابات. وطالبت في بيان تلاه مفيد الجزائري في مؤتمر صحافي رئيس الجمهورية جلال طالباني بدعوة"ممثلي الكتل النيابية المشاركة في الانتخابات الى لقاء تداولي حول سبل معالجة الوضع المتأزم". ونفت السفارة الأميركية في العراق أن تكون واشنطن تدعم أي مرشح أو كيان لتشكيل الحكومة المقبلة. وقال الناطق باسم السفارة فيليب فرين في بيان:"قرأنا التقارير والتصريحات التي ظهرت في الإعلام العراقي وتدعي أن الولاياتالمتحدة تدعم مرشحاً معيناً أو كتلة معينة لتشكيل الحكومة الجديدة، ونود أن نؤكد في شكل واضح جداً أننا لا ندعم أي مُرشح أو كتلة". نشر في العدد: 17158 ت.م: 27-03-2010 ص: 10 ط: الرياض