نفت السفارة الاميركية في بغداد بشدة أي زيارة مرتقبة لنائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن لبغداد الاسبوع المقبل، أو أن يكون لدى واشنطن مشروعاً لتشكيل الحكومة العراقية. وفشل الائتلافان الشيعيان في عقد اجتماع لاقرار «لجنة 14» التي من حقها تسمية المرشح لرئاسة الحكومة، فيما رجحت «العراقية» تكليفها تشكيل الحكومة. وأعربت السفارة الأميركية في بغداد عن «امتعاضها الشديد من نشر بعض وسائل الاعلام معلومات ملفقة وعارية عن الصحة». وأكد الناطق باسم السفارة فيليب فرين في تصريح إلى «الحياة»: «لا توجد أي زيارة لجوزيف بايدن نائب الرئيس الاميركي الاسبوع المقبل، ولم يحدد أي موعد لزيارته العراق حتى الآن». وقال فرين إن «هذه الاخبار غير صحيحة على الاطلاق». وكانت وسائل اعلام عراقية نقلت عن مصادر لم تكشفها أن «بايدن سيصل الى بغداد الأسبوع المقبل، وسبقته رسائل سرية بعثها إلى الكتل السياسية عبر فيها عن امتعاض الادارة الأميركية من عدم التوصل الى حل لتشكيل الحكومة على رغم مرور أكثر من ثلاثة شهور على اجراء الانتخابات»، وأن بايدن «اقترح مشروعاً جديداً لتشكيل الحكومة». لكن الناطق باسم السفارة نفى بشدة أن يكون لبلاده مشروع لتشكيل الحكومة، مشيراً الى أن «واشنطن تفضل تشكيل الحكومة في اسرع وقت ومن دون تأخير». وأضاف أن «مسألة من يشكل الحكومة أمر لا يهمنا وهو متروك للعراقيين وهي مسألة داخلية بحتة. لا تريد واشنطن التدخل فيها ولن نتدخل مطلقاً». وتابع أن «بايدن هو المكلف بالملف العراقي من الرئيس باراك أوباما، وقد يزور العراق مستقبلاً، لكن في المستقبل القريب لا توجد زيارة له، وليس هناك موعد محدد لأي زيارة». من جانب آخر، لم تجتمع لجنة ال14 أو ما يسمى ب«لجنة الحكماء» المعنية باختيار مرشح لرئاسة الحكومة من بين الائتلافين الشيعيين، كما كان مقرراً أمس الأربعاء. كما لم يعلن أي موعد آخر للإجتماع. وتأجل الاجتماع لعدم حسم «الائتلاف الوطني» أسماء مرشحيه السبعة في اللجنة. وذكر القيادي في «تيار الصدر» المنضوي في «الائتلاف الوطني» بهاء الأعرجي أن «التيار قدم أسماء مرشحيه للائتلاف ظهر اليوم (أمس)، وهو ينتظر أن يحسم باقي الأطراف في الائتلاف أمر مرشحيهم في اللجنة». ورجح أن «يحسم الائتلاف الوطني موضوع اللجنة خلال الساعات المقبلة». وكان عدنان السراج القيادي في «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن في تصريحات صحافية أن «الأمور ايجابية وسائرة نحو اندماج الائتلافين، ولجنة الحكماء ستبدأ اجتماعاتها اليوم (أمس) وسيتم اختيار رئيس للتحالف واسم له قبل الجلسة الأولى للبرلمان». لكن الأعرجي استبعد في شدة «تحديد اسم مرشح الائتلافين الى رئاسة الوزراء أو تسمية رئيس للتحالف قبل الجلسة الأولى للبرلمان»، مرجحاً «اعلان الاندماج بين الائتلافين فقط يوم السبت أو الأحد المقبلين». ودعا رئيس الجمهورية جلال طالباني أول من أمس البرلمان المنتخب الجديد للانعقاد الاثنين المقبل بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج النهائية للانتخابات. بدوره، عبر القيادي في «القائمة العراقية» عبد الكريم السامرائي عن تفاؤله بإمكان تشكيل «القائمة العراقية» الحكومة. ورأى السامرائي في تصريحات صحافية أن «هناك تفهماً من بعض الأطراف السياسية لأحقية القائمة العراقية في تشكيل الحكومة وفقاً للاستحقاق الانتخابي»، لافتاً الى أن «العراقية عقدت خلال اليومين الماضيين حوارات مع بعض الاطراف السياسية من بينها المجلس الأعلى وتيار الصدر أسفرت عن حصول تفهم كبير منها لأحقيتها في تشكيل الحكومة، وخصوصاً أن هناك سابقة شُكلت بموجبها الحكومة عام 2005». وأشار إلى أن «المحادثات التي أجرتها «القائمة العراقية» مع «المجلس الاعلى» وتيار الصدر لم تصل الى مستوى التحالف، لكن هناك تفهماً لضرورة تطبيق الاستحقاق الانتخابي.