أبدت إسرائيل قلقها من التقارب الروسي مع العالم العربي، ومن"الصفعة"التي وجهها اليها الرئيس ديمتري ميدفيديف بلقائه رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل في دمشق مطلع الاسبوع، ودعوته وتركيا الى إشراك"حماس"في العملية السلمية. بموازاة ذلك، انتقد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الحكومة الاسرائيلية، مشيراً الى ان"اليد الممدودة عربياً ما تزال تقابل للأسف بالمزيد من التعنت والرفض والتعطيل من جانبها". كما عبر الرئيس بشار الاسد عن موقف مماثل، قائلاً ان سياسة اسرائيل القائمة على رفض السلام وإطلاق التهديدات بشن الحروب"تقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة". وفي اسرائيل، انتقد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بشدة لقاء ميدفيديف ومشعل، ووصفه ب"التصعيد الخطير"و"الخطوة السلبية للغاية"، في وقت اعتبرت اوساط سياسية اسرائيلية رفيعة اللقاء"رسالة من روسيا، بصفتها عضوا في اللجنة الرباعية الدولية، الى المجتمع الدولي بوجوب الاعتراف بحماس"، مشيرة الى ان هذا الموقف يفتح كوة في جدار العزلة الدولية المفروضة على الحركة. وأضافت ان الموقف الروسي يمثل"صفعة لإسرائيل، وأخرى لليبرمان، وثالثة للرئيس شمعون بيريز الذي التقى ميدفيديف الاسبوع الجاري في موسكو". راجع ص 4 من جهة اخرى، نفى ليبرمان أن تكون إسرائيل جمدت البناء في القدسالمحتلة، وقال:"لن نقبل بأي إملاءات"، مضيفاً ان أوامر هدم منازل في القدس ستنفذ لان"هناك قانوناً واحداً للجميع". من جهته، قال وزير الداخلية ايلي يشاي إنه"لن يكون تجميد للبناء في القدس في المستقبل". وكشف أنه طلب انعقاد لجنة التخطيط والبناء قريباً"لاستئناف البناء في شعفاط". غير ان الإذاعة العامة نقلت لاحقاً أمس عن مصدر سياسي مسؤول قوله إن اسرائيل ستؤجل تنفيذ أوامر هدم المنازل في القدسالشرقية تجنباً لعرقلة المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين، موضحاً ان هذا القرار اتخذ في اعقاب الاحتجاجات الأميركية في شأن تصريحات عن استئناف أعمال هدم المنازل في القدس قريباً. وطالب وزير الدفاع ايهود باراك الوزراء في الحكومة ب"التصرف بمسؤولية والامتناع عن إطلاق تصريحات عنترية واستفزازية"لأن ذلك يضر بالعملية السياسية"التي تمر الآن بمرحلة حساسة للغاية"، كما"يمس بمصالح إسرائيل أمام الولاياتالمتحدة والعالم كله... ومن شأنه أن يُظهر إسرائيل دولةً ترفض السلام، وبالتالي قضم مكانتها الدولية". في غضون ذلك، أكد سعود الفيصل في كلمة له خلال منتدى التعاون العربي - الصيني الذي انعقد في تيان جين الصينية، رغبة العرب الصادقة في تحقيق السلام في الشرق الاوسط، والتي تمثلت في تبنيهم السلام خياراً استراتيجياً، وتقديمهم مبادرة شاملة ومتوازنة للسلام مع اسرائيل تستند الى قرارات الشرعية الدولية. لكنه لفت الى ان"هذه اليد الممدودة ما تزال تقابل للأسف بالمزيد من التعنت والرفض والتعطيل من الحكومة الاسرائيلية التي تتمادى في العدوان، وتستمر في انتهاك الحقوق وتوسيع المستوطنات ومصادرة الاراضي، متحدية بذلك اجماع المجتمع الدولي، ومنتهكة المواثيق الدولية وقرارات مجلس الامن". وفي دمشق، أكد ناطق رئاسي سوري ان الأسد أشار خلال محادثاته مع وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس الى ان"السياسات الاسرائيلية القائمة على رفض السلام والاستمرار بإطلاق التهديدات بشن الحروب، من شأنها ان تقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة وتقودها الى المجهول". وبعدما جدد الاسد تمسك بلاده ب"ضرورة تحقيق السلام القائم على اساس استعادة الحقوق"، دعا الاتحاد الاوروبي الى"دعم الوسيط التركي والضغط على اسرائيل لوقف ممارساتها في الاراضي الفلسطينية المحتلة". نشر في العدد: 17206 ت.م: 14-05-2010 ص: الأولى ط: الرياض