اماط مؤتمر الأمن النووي في واشنطن اللثام عن صفحة جديدة من اخفاقات السياسة الاميركية الدولية. وفشل الاميركيون، وهم حاولوا حشد الرأي العام والدول ال47 المنتخبة بعناية للمشاركة في المؤتمر، في ادانة ايران، والحصول عل? تأييد دولي لتشديد العقوبات عل? ايران. ويبدو ان مواقف الادارة الاميركية غير ثابتة ومتهاوية. وإعلان باراك اوباما أن الهجوم النووي عل? ايران غير مستبعد هو من تصريحات غير مدروسة وعقيمة. ولذا، أخفقوا في حمل مجموعة الدول الخمس + 1 عل? الاجماع على تشديد العقوبات على ايران. ويقر المحللون والخبراء السياسيون بأن العقوبات الاقتصادية على ايران لم تبلغ اهدافها، ولم تستطع الولاياتالمتحدة اضعاف قوة الجمهورية الاسلامية الايرانية. ويشير سقوط حكومة قرغيزستان المخملية، الاسبوع الماضي الى ضلال سياسات البيت الابيض وارتباك استراتيجية سياسته الدولية. وتعاظمت المشكلات الاميركية في الساحتين الافغانية والعراقية. فالماكينة العسكرية الاميركية غارقة في مستنقعات هذه المناطق، وتعاني مشكلات اقتصادية داخلية وخارجية. وتصريحات أوباما العدائية هي قرينة على انتهاك الرئيس الاميركي القانون الدولي ومواثيقه. فالتهديد بحرب نووية ضد دولة عضو في منظمة الاممالمتحدة، وموقعة عل? معاهدة حظر الانتشار النووي، ولم تعارض هذه المعاهدة عملياً، ليس تهديداً للجمهورية الاسلامية الايرانية فحسب، بل هو تهديد السلام والامن الدوليين. ويتعارض التهديد والابتزاز والقوة مع خيارات التفاوض السلمي. وتصريحات اوباما هي مرآة معارضته مبادئ ميثاق الاممالمتحدة السبعة، وأبرز بنودها التخلي عن توسل القوة لحل المنازعات في العلاقات الدولية، واحترام سيادة الدول. فسياسات الادارة الاميركية تعيدنا ال? القرون الوسطى. وتصريحات اوباما أشبه مواقف سلفه جورج بوش. فهما يجمعان على انتهاك الفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الاممالمتحدة، والقرارات 255 و 984 الصادرة من مجلس الامن الدولي. وتنتهج واشنطن سياسة الابتزاز والتسلط والبلطجة وتجملها بعبارات مثل حقوق الانسان ومكافحة الارهاب. ولا شك في أن خطاب اوباما هو في مصاف"ارهاب حكومي". فهو ينادي بمكافحة الارهاب واحترام القوانين الدولية، ويلوّح بالحرب النووية. وهو من حيث لا يعلم أقر بأنه يدعم ارهابيين مثل زعيم ما يسمى"جند الله". واعترافات ريغي هي دليل عل? ان المتهم الاول في ملف ارهاب الدولة هو الادارة الاميركية التي دعمت"جند الله". وعليه، حريّ بأعضاء الاممالمتحدة ألا يألوا جهداً في السعي الى التخلص من الاسلحة النووية. فالولاياتالمتحدة أعلنت انها ستلجأ للحرب النووية لحل نزاعتها. وهي أصبحت دولة شريرة ومارقة ولا يمكن الاعتماد عليها. عن"كيهان"الايرانية، 17/4/2010، اعداد محمد صالح صدقيان نشر في العدد: 17183 ت.م: 21-04-2010 ص: 26 ط: الرياض