أشاد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في كلمة ألقاها مساء الخميس في سرت بالرئيس الأميركي باراك أوباما واعتبره صديقاً، مؤكداً أن لا خلافات ثنائية حالياً بين ليبيا والولايات المتحدة. لكنه دعا إدارة أوباما إلى حل أزمة الشرق الأوسط حلاً عادلاً يُعطي الفلسطينيين حقوقهم ويُنشئ دولة يعيشون فيها مع الإسرائيليين، إذا أردت وقف"عداء العرب"للولايات المتحدة. وجاء حديث القذافي في الذكرى الرابعة والعشرين للقصف الأميركي الذي استهدف ليبيا عام 1986. وقال:"كنا في ذلك الوقت في فوهة المدفع الأميركي، وكانت الأساطيل تتحدانا في خليج سرت وتعتدي عليه وعلى الشاطيء الليبي عموماً. وكنا في الحقيقة نعيش حالة صعبة، لأن دولة صغيرة تواجه أكبر دولة في العالم، ولكننا كنا مؤمنين بحقنا وإستقلالنا". وتابع أن"أميركا جرّبت ليبيا، والشعب الليبي أيضاً جرّب المواجهة مع دولة كبرى، لكن في النهاية الحمد لله بعد ذلك اليوم، وهذا اليوم فارق كبير جداً، فالآن أميركا يحكمها رجل أسود من قارتنا، افريقي، من أصل عربي، من أصل مسلم، وهذا شيء ما كنا نتصوره. من رونالد"ريغان"إلى"برَكة باراك أوباما"هناك فارق كبير جداً جداً وتحوّل كبير نحمد الله عليه، مع التسليم بأن أميركا هي أميركا". وشدد على أن رئاسة أوباما لأميركا"مكسب تاريخي كبير". وقال:"هو رجل أعتقد أنه صديق، وأنه يعرف أن أُمه أفريقيا وهو إبن افريقيا". وزاد:"بغض النظر عن كونه افريقي ومن أصل عربي سوداني أو من أصل مسلم، هو أيضاً رجل سياسته إلى حد الآن يجب تشجيعها ومساعدته على تطبيقها إذا أمكن، لأنه رجل الآن يجنح إلى السلام". وقال:"أدعو كل الشعوب أن يُعطوه هذه الفرصة وأن يؤيدوا هذه السياسات، لأن أميركا دولة عظمى في العالم فسياستها إذا كانت شراً تضر العالم، وإذا كانت خيراً أيضاً سيستفيد منها العالم". وقال:"نتمنى أن يتحقق هذا الحلم الذي يحلم به أوباما بأن يكون العالم خالياً من الأسلحة النووية، وهذا شيء لم يطرحه أي رئيس أميركي سابق". ولفت إلى أن أوباما"رجل ضد الحرب التي ورّط فيها الرؤساء السابقون أميركا، هو الآن يعارض هذه الحرب، وأعلن أنه سينسحب من أفغانستان وسينسحب من العراق، وهذا لم يكن مطروحاً". وقال إن أميركا"غرقت في العراق ولم تكن تتوقع أنها ستغرق، فقد كانت تعتقد أنها ستمر بسهولة، تجتاح العراق ثم سورية ثم إيران وتشق طريقها. وبعد ذلك ممكن أن تصّفي الجيوب التي تركتها وراءها مثل ليبيا والجزائر والسودان". وأشار إلى أن الإدارة الأميركية أبلغت ليبيا أنها تريد تحسين العلاقات أكثر و"أستطيع أن أقول إن الآن لا يوجد أي مشكل ثنائي بين ليبيا وأميركا". لكنه زاد"أن العرب يكرهون أميركا، ما من ذلك في شك، فليس هناك عربي يحب أميركا، وحتى الحكّام الذين تعتقد أميركا أنهم حلفاؤها أو أصدقاء لها، هم لا يحبونها، هم يكرهونها، والحب الظاهري هذا مجرد نفاق أو براغماتية ... العرب لا يحبون أميركا، والسبب واضح: فلسطين". وقال:"إذا أرادت أميركا أن تكسب الشارع العربي أو تكسب صداقة الأمة العربية أو تكسب صوت العرب، لا بد أن تغيّر سياستها هذه، والمبررات موجودة ، فالفلسطينيون الآن مثل اليهود في الماضي عندما كانوا مشتتين ومضطهدين ، ولم يضطهدهم العرب ، فقد إضطهدهم الرومان وإضطهدهم الإنكليز والروس، وليس العرب الذين إضطهدوا اليهود". وقال:"الآن الفلسطينيون في وضع يستحقون فيه أن تكون أميركا إلى جانبهم وليس إلى جانب الإسرائيليين ... والوقوف مع الشعب الفلسطيني بأن يعطوه الضفة الغربية وقطاع غزة، هذه خدعة لا تنهي الصراع". وأوضح أن"على أميركا أن تعمل على إعادة 4 ملايين فلسطيني على الأقل، الذين طردوا من عام 1948، يجب أن يعودوا إلى ديارهم". وقال:"التفكير في إقامة دولتين واحدة منهما في الضفة الغربية وقطاع غزة، ودولة إسرائيلية، هذا تفكير ساذج ولن يحل المشكلة. الضفة الغربية ليست فلسطين، وغزة ليست فلسطين. فلسطين هي الأرض الواقعة بين النهر والبحر، وهذه يجب أن يعيش فيها الفلسطينيون والإسرائيليون، والحل هو دولة واحدة ديموقراطية مشروطة بعودة اللاجئين الفلسطينيين وبنزع أسلحة الدمار الشامل".