أثار حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما حول أن الولاياتالمتحدة لا تعتقد أن انضمام الفلسطينيين إلى "المحكمة الجنائية الدولية" وسيلة بناءة للمضي قدماً وأن السلطة الفلسطينية ليست دولة ذات سيادة، بعض قراء "الحياة" الذين اعتبروا أن أميركا قبل إسرائيل لن ترضى بقيام دولة فلسطينية. وقال علي الزهراني معلقاً على الخبر: "اسمعوها يا عرب السلام بل الاستسلام إلى أميركا وغيرها من الدول الغربية، لن ولن تقبل أميركا قبل إسرائيل بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة طالما أنكم تتوسّلون قيام هذه الدولة على أبواب الأممالمتحدة وأميركا". ودعا الزهراني العرب والمسلمين إلى "إيجاد طريقة أخرى للخروج بقضية فلسطين إلى العالم"، معتبراً أن "الأرجنتين كانت أشجع من كل العرب عندما وقفت في الأممالمتحدة وقالت للعالم صراحة إنكم تقتلون أطفال المسلمين في فلسطين وغيرها وتشجعون الاستيطان والظلم الإسرائيلي". ويرى معلق آخر اختار "الدولة" اسماً مستعاراً له، أن "الدولة الفلسطينية لن تتحقق إلا بالنضال مثلما حصل في الجزائر وفيتنام، وغير ذلك مهزلة عبثية لن تؤدي إلى أي نتيجة. أوباما رجل مهزوم ولا يعتد بما يقول والتاريخ سيثبت ذلك"، مؤكداً أنّه لم يكن منتظراً من أوباما تأييد القرار الفلسطيني. وأوضح أن "السياسة الأميركية دائماً منحازة إلى إسرائيل. ولا يختلف الأمر بين ديموقراطيين أو جمهوريين. هذه سياسة ثابتة في الخارجية الأميركية وضع أسسها هنري كيسنجر العام 1973 أثناء مفاوضات حرب أكتوبر 1973 بحسب ما جاء في مذكراته". وتابع: "كلنا يتذكر عندما حاول جون كيري الاقتراب من الملف قابله هجوم إسرائيلي بربري فيه الكثير من الوقاحة. وقال إنه سيعلن عن المتسبب في تعطيل المفاوضات ولكنه لم يجرؤ على البوح بكلمة واحدة، والقول إنّ إسرائيل هي المتسببة. من هذا المنطلق لا ننتظر من أميركا خيراً". وطالب المعلق نفسه الفلسطينيين طرق كل الأبواب و"استغلال التعاطف الغربي وتوثيق جرائم إسرائيل التي باتت تؤرقهم وتجعلهم يهددون من الخوف أن يجدوا الكثير من مسؤولي إسرائيل مطلوبين للمحكمة الدولية والتي لم يوقعوا عليها هم وأميركا". ويعتقد سعدي الشيرازي أن الرئيس الأميركي "يمارس العنصرية"، قائلاً: "انظروا إلى هذا الرجل الذي أوصله الغرب المتسامح إلى أعلى منصب، ثم مارس العنصرية. قد يحاسب بتهمة الخروج عن مصلحة وقوانين البلاد التي احترمت إنسانيته وهو لم يحترم إنسانية أحد. سنرى العجائب خلال السنتين الباقيتين له في البيت الأبيض". وكان سفير فلسطين في الأممالمتحدة أكّد رغبة بلاده في الانضمام إلى "المحكمة الجنائية الدولية" في أول خطاب لمسؤول فلسطيني أمام جمعية الدول الأطراف في المحكمة. وحصلت فلسطين في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 على صفة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة، ما يمنحها الحق في الانضمام إلى سلسلة من المعاهدات والاتفاقات الدولية، من بينها "اتفاق روما" التي أُنشئت بموجبه "المحكمة الجنائية الدولية"، ويتيح هذا الانضمام التقدم بشكوى إلى المحكمة ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب، خصوصاً في قطاع غزة. وصادقت 122 دولة على الاتفاق حتى الآن إلا أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ليستا من بين هذه الدول.