أكد سياماك هيراوي الناطق باسم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، ان اعتقال قادة في حركة"طالبان"الأفغانية بينهم الرجل الثاني الملا عبد الغني برادار في باكستان اخيرا،ً"أثر سلباً"في محادثات السلام بين كابول والمتمردين، وهو ما اكده مبعوث الأممالمتحدة السابق الى افغانستان كاي ادي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي اول من امس. وقال هيراوي:"ادى ذلك الى تراجع المبادرات التي اطلقتها الحكومة في سبيل التوصل الى سلام"، ما مثل اول تأكيد رسمي من كابول بوجود اتصالات مع"طالبان"تهدف الى بحث انهاء التمرد الذي دخل سنته التاسعة. وأكد هيراوي ايضاً ان ادي اجرى محادثات سلام مع شخصيات من"طالبان"قبل سنة، وأنه اطلع الحكومة الأفغانية على تحركاته. جاء ذلك غداة اشادة المبعوث الأميركي الخاص الى باكستانوأفغانستان ريتشارد هولبروك باعتقال عدد من كبار قادة الحركة في باكستان،"ما سيزيد الضغوط على الحركة، ويعزز العمليات العسكرية الجارية في افغانستان". وأضاف هولبروك ان"الرئيس باراك اوباما يؤيد المصالحة الجارية في افغانستان، لكن يوجد اختلاف بين الدمج والمصالحة". على صعيد آخر، كشف مسؤولون اميركيون ان مخططي الحرب في وزارة الدفاع البنتاغون يرون أن الدور القيادي المثير للجدل لأحمد والي كارزاي، الأخ غير الشقيق للرئيس الأفغاني حميد كارزاي في قندهار، يمثل تحدياً أمام حملتهم للسيطرة على المدينة. وقال مسؤول عسكري أميركي رفيع:"نحاول عبور هذا التحدي"، فيما اعلن مسؤول دفاعي أميركي آخر ان بلاده تضغط على كارزاي للتوقف عن حماية أخيه غير الشقيق والحد من دوره في قندهار، مؤكداً أن الجدل يؤدي إلى مزيد من التقويض لجهود تأسيس صدقية حكومته في المدينة المعروفة بأنها الموطن الذي نشأت فيه"طالبان". ويخضع أحمد والي، رئيس المجلس الإقليمي لولاية قندهار جنوب منذ وقت طويل لتدقيق بسبب تقارير تربطه بتجارة الهيروين والأفيون وبوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي أي أي، وهو ما ينفيه. وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في كانون الأول ديسمبر الماضي إن"الولاياتالمتحدة لديها مشاكل مع والي، لكن وجوده مهم لواشنطن مع بدء جهودها لكسب قلوب الأفغان وعقولهم في قندهار". وستختبر حملة انتزاع السيطرة الكاملة تدريجياً على قندهار، ثاني أكبر المدن الأفغانية، استراتيجية الرئيس الأميركي أوباما لحرمان"طالبان"من قوة الدفع التي ما زالت تتمتع بها بعد ثماني سنوات من بداية الحرب. الى ذلك، اعلن مسؤولون في"البنتاغون"ان القادة الأميركيين في أفغانستان يضعون خططاً لنشر حوالى 2500 جندي اضافي ومدربين في شمال البلاد، بسبب مخاوف من تنامي وجود مقاتلي"طالبان". ويمكن ان تشارك التعزيزات التي تشكل جزءاً من 30 الف جندي أمر الرئيس باراك أوباما بإرسالهم في كانون الأول ديسمبر الماضي يمكن ان تشارك في عمليات عسكرية مع قوات المانية تتواجد فعلياً في المنطقة بهدف حماية خطوط الإمدادات الحيوية. وقال مسؤول دفاعي اميركي عن الخطة:"ازداد العنف شمال افغانستان اكثر من المعهود. ويتشاور قادة اميركيون مع نظرائهم الألمان والأفغان في شأن مواعيد محددة ومستويات القوات". لكن مسؤولاً عسكرياً اميركياً اعلن أن أي تحويل لقوات الى الشمال يمكن ان يضعف الحملة التي لها اولوية في الجنوب، بسبب العدد المحدود للقوات المتاحة. نشر في العدد: 17152 ت.م: 2010-03-21 ص: 17 ط: الرياض