كابول - أ ف ب، رويترز - ترك البيت الأبيض جميع الخيارات مطروحة بشأن مصير قائد القوات الحليفة في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال بعد استدعائه امس بسبب انتقادات وجهها مع بعض مساعديه الى إدارة الرئيس باراك أوباما، بالتزامن مع مغادرة شيرارد كوبر كولس المبعوث البريطاني الخاص الى أفغانستان وباكستان نتيجة خلاف مع الأميركيين. وعكست القضيتان مدى التصدع الذي يصيب قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان وضعف الإقتناع بنجاح استراتيجية أوباما في هذا البلد، في وقت تستعد قوات الحلف لإطلاق عملية واسعة في ولاية قندهار (جنوب). وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس أن «رحيل ماكريستال أو بقائه في منصبه سيتحدد بعد اجتماعه الطارئ مع الرئيس اليوم». وأكد ان أوباما «غاضب جداً من التصريحات وأنه يتطلع الى التحدث مع ماكريستال حولها، خصوصا أنها تلهي عن المهمة في أفغانستان». ورفض تجديد ثقة الرئيس بالقائد العسكري مشيرا الى أن «على الجميع انتظار اجتماع الغد» وأن ماكريستال ارتكب «خطأ فادحا وسيكون له فرصة للإجابة عن أسئلة الرئيس وقادة البنتاغون». ووردت انتقادات ماكريستال في مقابلة نشرتها مجلة «رولينغ ستون»، وجاء فيها انه أمضى فترة «مضنية» خلال درس الرئيس الخريف الماضي قراره الخاص بإرسال تعزيزات الى أفغانستان. وقال: «دافعت عن موقف يصعب تسويقه»، علماً أن أوباما نفذ طلب ماكريستال في نهاية المطاف. وعلى رغم اعتذار ماكريستال عن تصريحاته التي أوردها تقرير للكاتب مايكل هاتنغز الذي التقى الجنرال الأميركي وكبار مساعديه تحدثوا إليه في سلسلة مقابلات وزيارات، مؤكداً احترامه وإعجابه بالرئيس أوباما وفريقه للأمن القومي، وأيضاً الزعماء المدنيين والقوات التي تخوض الحرب في أفغانستان، والتزامه العمل على ضمان إنجاحها، فإن كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين اعتبروا انه ارتكب خطأ فادحا. وأعلن ماكريستال في المقال انه تعرض «للخيانة» من السفير الأميركي في كابول، كارل ايكنبري، خلال مناقشات الاستراتيجية الجديدة في أفغانستان العام الماضي، بعدما شكك الأخير عبر مذكرة داخلية في جدوى مطالبة ماكريستال بتعزيزات. لكن ايكنبري أكد تمسكه بالعمل مع ماكريستال لإنجاح استراتيجية الرئيس أوباما في أفغانستان. ونقلت المجلة عن الجنرال الأميركي قوله عن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن المعروف بمعارضته لاستراتيجية زيادة القوات في أفغانستان: «هل ستسألني عن جو بايدن؟» قبل أن يعلق أحد مستشاري ماكريستال: «من هو هذا الرجل؟». كذلك نقلت المجلة عن ماكريستال قوله عن ريتشارد هولبروك مبعوث أوباما الخاص الى أفغانستان وباكستان خلال إحدى المقابلات، بعدما نظر الى هاتفه الجوال: «إنها رسالة إلكترونية أخرى من هولبروك. لا أرغب حتى في قراءتها». أما مساعدو ماكريستال فوصفوا هولبروك بأنه «حيوان جريح يخشى دائماً صدور قرار بفصله»، كما وصفوا مستشار الأمن القومي الجنرال المتقاعد جيم جونز بأنه «مهرج ما زال يعيش في عام 1985». وأعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان ماكريستال ارتكب «خطأ فادحا»، ودعا القادة العسكريين والمدنيين الى اعتماد «موقف مشترك»، في حين قال قائد الجيوش الأميركية المشتركة الأميرال مايكل مولن انه أصيب «بخيبة أمل كبيرة»، فيما دعا السناتور الأميركي البارز جون كيري الى «رباطة الجأش والهدوء» معتبراً ان الأولوية للمضي قدماً في تنفيذ المهمة في أفغانستان. في غضون ذلك، أكد إعلان وزارة الخارجية البريطانية مغادرة شيرارد كوبر كولس موفدها الخاص الى أفغانستان وباكستان «في إجازة طويلة» خلافه مع المسؤولين الأميركيين والحلف الأطلسي حول الاستراتيجية التي يجب اعتمادها في أفغانستان. وأفادت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أن كوبر كولس أحد أكثر الديبلوماسيين البريطانيين خبرة يعتقد بأن مصير التدخل العسكري الغربي الفشل، ويؤيد بدلاً من ذلك إجراء محادثات سلام مع حركة «طالبان». على صعيد آخر، أعلن مكتب الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أن الأممالمتحدة وافقت على رفع أسماء أعضاء في «طالبان» ذوي صلة بتنظيم «القاعدة» من لائحتها السوداء للمتورطين بالإرهاب.