استهل المبعوث الأميركي الخاص الى جنوب آسيا ريتشارد هولبروك زيارته لكابول أمس، بمحادثات مهمة مع قادة التحالف وابرز المسؤولين الأمنيين الأفغان، في وقت حذر المدير الجديد للاستخبارات الأميركية دنيس بلير من تصاعد هجمات"طالبان". ووصل هولبروك الى كابول من إسلام آباد حيث أبدى مسؤولون استياءهم من توجيه نظرائهم الأفغان اتهامات للأجهزة الباكستانية بالتورط في ثلاث هجمات متزامنة نفذها مقاتلو"طالبان"ضد مقار رسمية في العاصمة الأفغانيةن قبل ايام. وأسفرت الهجمات عن مقتل 26 شخصاً وثمانية مهاجمين انتحاريين. واعتبرت مصادر رسمية في إسلام آباد امس، ان الاتهامات الأفغانية التي شملت تورط الأجهزة الباكستانية في عملية الاقتحام الكبيرة لسجن قندهار العام الماضي، ناتجة من عجز حكومة كابول عن بسط نفوذها إضافة الى تنامي علاقاتها مع نيودلهي التي واصلت مطالبة باكستان بقمع المتشددين على أراضيها. وأوحى الرئيس الأفغاني حميد كارزاي بان باكستان مصدر المشكلة، بإشارته في أحاديث الى وسائل إعلام أميركية الى ان أولوية إدارة الرئيس باراك اوباما يجب ان تكون معالجة الوضع على منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية، والتي اكد انها تحولت ملاذاً آمناً ل"طالبان"و"القاعدة". ويتوقع ان يثير المسؤولون الأفغان هذا الأمر مع هولبروك، في محاولة للرد على اتهامات بالتقصير وجهها اوباما وفريقه الى حكومة كارزاي. في الوقت ذاته، تزامنت تحذيرات كارزاي من انعكاسات سلبية لعمليات للتحالف يسقط خلالها ضحايا مدنيون، مع الإعلان عن مقتل خمسة أطفال في معركة بين قوات التحالف ومسلحين في ولاية اوروزجان الجنوبية. وأعلن هولبروك ان جولته في المنطقة تستهدف جمع معلومات لإعداد تقرير الى اوباما ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وتتزامن زيارة هولبروك لكابول مع وجود المبعوث البريطاني الخاص الى أفغانستانوباكستان شيرارد كاوبر - كولز في العاصمة الأفغانية، في مهمة مماثلة لجمع المعلومات. وتعتبر جولة المبعوث الأميركي والتي استهلها في باكستان وتقوده الى الهند ايضاً، جزءاً من تركيز إدارة الرئيس الأميركي الجديد على تصفية"طالبان"و"القاعدة"باعتبار هذا الملف"اولوية". وفي غضون ذلك، حذر المدير الجديد للاستخبارات الأميركية في تقويمه السنوي للتهديدات في أفغانستان، من اتساع نطاق هجمات"طالبان"خلال العام الماضي، الى مناطق في محيط كابول. وجاء في التقرير الذي قدمه بلير الى الكونغرس ان الوضع الأمني تدهور في العديد من المناطق الشرقية إضافة الى المنطقة الجنوبية والشمالية الغربية من أفغانستان. ورجح ان يبذل المسلحون جهوداً جماعية لعرقلة الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقررة في 20 آب أغسطس المقبل. وأضاف التقرير ان عدم قدرة الحكومة الأفغانية على اقامة مؤسسات نزيهة وفعالة ومخلصة على المستوى المحلي ومستوى الولايات"يقوض شرعيتها بين السكان ويزيد من نفوذ زعماء الحرب المحليين وحركة طالبان". وأشار تقرير بلير الى مشاكل مماثلة في باكستان المجاورة خصوصاً في مناطق القبائل الحدودية المضطربة التي يعتبرها مسؤولون أفغان وأميركيون ملاذات آمنة لمسلحي"القاعدة"و"طالبان". ويأتي ذلك في وقت يتوقع ان يتخذ اوباما قراراً قريباً حول نشر مزيد من القوات في أفغانستان. وأشار مسؤولون أميركيون بارزون الى ان من المحتمل ارسال 15 الى 30 الف جندي اميركي اضافي الى جنوبأفغانستان حيث يتصاعد نشاط"طالبان"ووقع العديد من المناطق تحت سيطرتها. نشر في العدد: 16752 ت.م: 14-02-2009 ص: 14 ط: الرياض