فقد الجسم الصحافي اللبناني ليل الأحد الماضي وجهاً مشرقاً وطليعياً من وجوه الرعيل الذي نشأ في السبعينات قبيل الحرب التي عصفت بلبنان فعايش فصولها المأسوية وتمكن من الحفاظ على مقدار عال من اخلاقيات المهنة ومعاييرها على رغم ما تسببه الحروب من انحطاط. بقيت الزميلة فادية الشرقاوي الراحلة متوقدة الذهن، دائمة الابتسامة والعفوية وحريصة على الزمالة، بدءاً من عملها الصحافي في المجال الطلابي، ثم في التحقيقات في عدد من الصحف وهي على مقاعد الدراسة في كلية الإعلام ثم في"السفير"وبعدها في باريس حيث كتبت في صحف ومطبوعات عربية، الى أن حال المرض بينها وبين القلم في السنوات الأخيرة بعد عودتها الى بيروت فتعايشت معه صابرة ومحتفظة بمرحها الطبيعي وصلاتها بالزملاء القدامى والجدد والعائلة والأصدقاء، وقاومته بصلابة. فهو لم يقعدها الا قبل أشهر، الى أن خطفها الموت في عمر العطاء. في وداعها يفتقدها عدد من الزملاء في"الحياة"الذين عملت معهم في مؤسسات عدة منذ بداياتهم في المهنة وتوزعوا في عدد من الصروح الإعلامية. تقبل اليوم التعازي بالفقيدة، لليوم الثالث على التوالي في منزل زوجها الزميل راشد فايد الكائن في منطقة الجناح - بناية لمياء - الطابق الخامس مقابل مستشفى الزهراء.