تحمل كلمة"مدى"أربعة معانٍ جميلة، هي: المسافة، الأجل، الغاية والمنتهى. وتجمع الفكرة الرئيسية من إنشاء مركز"مدى"في قطر هذه المعاني كلها. وكمركز متخصّص في التكنولوجيا الرقمية الموجّهة لذوي الحاجات الخاصة، يحتل"مدى"المرتبة الأولى عربياً، والسابعة عالمياً. في الصيف الفائت، انطلقت أعمال هذا المركز التي تتمحوّر حول ربط ذوي الحاجات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من طريق توفير الكومبيوترات والهواتف المتنقّلة وأجهزة قراءة الكتاب الإلكتروني وألعاب الكومبيوتر، إضافة إلى سعي المركز الدائم إلى توفير التدريب بطرق تتناسب مع الأنواع المختلفة للإعاقات. وكذلك يوفر مركز"مدى"اللغة العربية على أجهزة المعلوماتية والاتصالات، تسهيلاً لتعامل الفئة المستهدفة بالتدريب معها. ونجح"مدى"في إطلاق مبادرات عدة، آخرها"تواصل بدون اعاقة"التي جاءت ثمرة لتعاونه مع شركتين في الاتصالات الخليوية، هما"كيوتل"و"فودافون". وقدّمت الشركتان حسومات بنسبة النصف لأصحاب الحاجات الخاصة، سعياً لإشعار هذه الفئة بأنها ليست متروكة خلف مسار التقدّم تقنياً واجتماعياً. ولا يصعب إدراك أبعاد هذه المبادرة، إذا تذكّرنا ان تقنيات المعلوماتية والاتصالات وأجهزتهما باتت جزءاً أساسياً من نسيج الحياة اليومية للناس. وينطبق ذلك ربما بصورة أشد قوة على أصحاب الحاجات الخاصة، لأنهم يأملون في أن تساعدهم هذه التقنيات على تخطي الصعوبات التي تصنعها إعاقاتهم. ومثلاً، إذا كان الاتصال بالاصدقاء عبر"فايسبوك"متعة يومية لأصحاب الأجساد السليمة، فإنه أمر حيوي للمشلول وحبيس الكرسي المتحرّك! وبحسب دراسة أجراها"الاتحاد الدولي للاتصالات"، تبيّن أن توفير اتصالات سهلة وفعّالة لذوي الحاجات الخاصة ليس مسألة هامشية، مع ملاحظة أن هؤلاء يشكلون عُشر سكان العالم، اي ما يقارب 650 مليون شخص، مع إمكان ازدياد العدد بأثر من النمو سكانياً والتقدّم طبياً وتصاعد ظاهرة شيخوخة السكان. وقد لعبت الأمينة العامة ل"المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات"في قطر الدكتورة حصة الجابر دوراً محورياً في تأسيس مركز"مدى". وفي تصريحات إعلامية عدّة، أبدت الجابر تفاؤلها بأن يصبح المركز نموذجاً يحتذى به في المنطقة العربية.