أكدت شركة اتصالات قطر "كيوتل" استعدادها للمنافسة واقتحام اسواق اخرى في حال توافر فرص جدية للنمو. وتخطط الشركة لطرح المزيد من الخدمات المتطورة هذا العام في قطاع الهاتف النقال. وبفضل برنامج معلوماتي متقدم، اطلق عليه اسم "كيو تيرن"Q Turn ، ادخلت تغييرات نوعية في خدمات الشركة، خصوصاً لجهة اجراء تصنيف متطور لمستخدميها. تلك هي بعض الحقائق التي كشف عنها الدكتور ناصر معرفية، الرئيس التنفيذي ل "كيوتل" في حديث خاص الى "الحياة". الاكثر انفاقاً في العالم شهدت قطر في الأعوام الماضية نمواً شمل العديد من القطاعات الاقتصادية وانعكس على البنية الإجتماعية للبلاد، فكان على "كيوتل" ان تقابل هذا التطور بتصنيف اكثر فاعلية لمستخدميها. وخضعت الشركة لبرنامج خاص اسمه "كيو ترن" Q Turn يطور تصنيف المستخدمين المعتمد لدى الشركة لتوفير الخدمات في شكل افضل لهم. ويعتبر البرنامج الجديد جزءاً من سياسة الشركة في التكيف مع معطيات النمو المطرد في البلاد. وعن سبب اعادة تصنيف المستخدمين، رأى معرفية ان "حتى في قطاع السكان، هناك قطاعات مختلفة من المستخدمين. فديموغرافية قطر مختلفة عن البلدان الأخرى"، ولكنه اعتبر ان النمو الكبير حصل في قطاع الشركات والأعمال، مشيراً الى "اجهزة الدولة والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات المتعددة الجنسيات وشركات النفط". وألمح الى المشاريع الجديد التي تشهدها قطر مثل تشجيع استخدام الإنترنت والكومبيوتر لجميع السكان من دون استثناء وبناء المدينة التعليمية وتأسيس الحديقة العلمية التي تقدم بها الأمير حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته. وأقر بأن هذا سيكون مهمة صعبة ل"كيوتل". ويذكر ان مع نمو البلاد المطرد في الأعوام الأخيرة، شهدت "كيوتل" نمواً مقابلاً في اعداد المشتركين الذين وصل عددهم الى اكثر من ثلاثمئة الف مشترك في خدمات الهاتف النقال وحده. كما اصبحت قطر من اكثر الدول انفاقاً على الهاتف النقال في العالم إذ يبلغ معدل الانفاق نحو 305 ريالات لكل مشترك شهرياً. اندماج الاتصالات والمعلوماتية اما في خصوص منتجات الشركة الجديدة، فرأى معرفية ان الشركة حققت تقدماً كبيراً في مجال الهواتف النقالة. واعتبر ان "كيوتل" لا تختلف في خدماتها عن معظم شركات الاتصالات الاوروبية. وتوفر "كيوتل" كل منتجات قطاع الاتصالات في قطر من الهواتف الثابتة والنقالة الى شبكة الإنترنت والمنتجات المعلوماتية، وحتى المنتجات التلفزيونية "الكايبل" التي تقدمها للمستخدمين منذ عشر سنوات. واعتبر ان تركيز الشركة يكمن في قطاعي النقال والمعلوماتية. "في النقال لدينا معظم المنتجات التي توفرها اي شركة اوروبية مثل خدمات الصوت والخدمات المعلوماتية ورسائل الخلوي القصيرة SMS". ووعد المستخدمين هذا العام بتوفير العديد من المنتجات الجديدة والمتطورة. وفي قطاع المعلومات، توفر "كيوتل" خدمة الإنترنت منذ عام 1996، وتنمو باطراد منذ ذلك الحين، وانتقلت الى مرحلة الموجة ذات النطاق الواسع لتقديم الانترنت عبر الخلوي منذ العام الماضي. وتغطي هذه الخدمة النوعية معظم اراضي دولة قطر راهناً. وعن مستقبل الشركة وإمكان اقتحام الأسواق الخليجية والعربية، اكد ان الشركة خضعت لبرنامج مهم هذا العام ل "تعريف ضعفنا وقوتنا" وتحديد "خريطة الطريق" للشركة من اجل التحرك الى المستقبل. وبيَّن ان برنامج Q Turn قدم البراهين على ان "قطر هي بلد ينمو بسرعة، وعلينا ان نركز عليه، لتطوير منتجاتنا وخدماتنا وطرح غيرها في الأسواق. كما رأينا اننا جاهزون للنمو في خارج قطر إذ ان الأسواق تنفتح، ولدينا العديد من الفرص هناك". وعما اذا كان حجم البلاد الصغير يشكل عائقاً، يرى انه يجب ان يكون عاملاً ايجابياً، "اذا كنت صغيراً يمكنك التحرك بسرعة اكبر، كما ان لدينا العديد من الموارد التي يمكننا استخدامها". واكد ان الشركة بدأت البحث في محيطها عن فرص للنمو. واعتبر ان تركيز الشركة في الخارج سيكون على قطاع الهواتف النقالة. ولفت الى انه "كان همنا في السابق تأسيس بنية تحتية لقطاع الاتصالات وتوفير خدمات افضل لمستخدمينا، اما الآن وبعد ان قطعنا هذا الشوط بات علينا توسيع شبكتنا في المنطقة، ولهذا يمكننا الآن استخدام مواردنا في التوسع خارج البلاد، وسيكون هذا مدار تركيزنا في العامين المقبلين". اما عن استعداد الشركة للتخلي عن احتكارها الأسواق القطرية، فاعتبر ان هذا ليس بالضرورة شرطاً لاقتحام الأسواق الأخرى. وفي المقابل، شدد على أن اسواق قطاع الاتصالات تنفتح تدريجياً في العالم. واعتبر هذا المعطى ايجابياً "لا خوف علينا من ذلك، فنحن جاهزون للمنافسة. لقد اسسنا بنيتنا التحتية، وبنينا مركزاً متيناً لنا في البلاد". وعلى رغم ان الدولة منحت الشركة اتفاقاً باحتكار السوق حتى العام 2013، فانه يرى هذا الامر خاضعاً للمناقشة والتفاوض "في رأيي، على قطر التعلم من التجارب الأخرى. علينا تنظيم أسواقنا، وان نعلم لماذا علينا جلب المنافسة الى البلاد؟". واعتبر انه في البلاد الأخرى فتحت الحكومات اسواقها لعدم وجود بنى تحتية جيدة، و"هذه المشكلة غير موجودة في قطر". وأكد ان قطاع الاتصالات "مؤسس في شكل جيد في قطر، ولا حاجة الى الاستثمار فيه". ومثل العديد من الشركات الأوروبية الكبيرة، تخصص "كيوتل" واحداً في المئة من ارباحها للعمل الاجتماعي وتسهم في بناء المستوصفات وتمويل النشاطات الرياضية وتأسيس النادي العلمي في قطر، إضافة الى المساهمات في القطاع التعليمي وتقديم المنح الدراسية، وتأسيس البنى التحتية في البلاد.