سعت الحكومة الأفغانية أمس، الى التخفيف من حدة التصريحات التي أدلى بها الرئيس حميد كارزاي، ومطالبته بخفض العمليات العسكرية الأميركية في بلاده و"التدخلات"الأميركية في الحياة اليومية للأفغان. وقال وحيد عمر، الناطق باسم كارزاي:"تحدثت الحكومة الأفغانية مع قادة أجانب، وفهم الحلف الأطلسي ووافق على معظم مخاوفنا، كما يوجد توافق مبدئي على المشاكل التي تواجهها القوات"، علماً أن عدداً من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الذين زاروا كابول الأسبوع الماضي والتقوا بكارزاي عبروا عن صدمتهم للتصريحات التي أدلى بها كارزاي لصحيفة"نيويورك تايمز"ومطالبته بوقف عمليات دهم منازل الأفغان، خصوصاً خلال الليل، مشددين على انه لم يناقش هذه المسألة أثناء اجتماعه معهم. وأضاف عمر في مؤتمر صحافي في كابول:"نواصل الحوار الموجود دائماً مع وصول العلاقة الى مرحلة النضوج. كما يتسع المجال للتفكير الجدي من الجانبين، ما سيأخذنا الى مستوى آخر من الشراكة". ميدانياً، قتل ضابط وتسعة حراس أمنيين وسبعة عناصر من حركة"طالبان"في اشتباك اندلع عند نقطة حراسة لبرج للاتصالات في ولاية قندوز شمال أفغانستان. وأوضح قائد شركة قندوز عبد الرحمن سيد خليلي أن الحراس تصدوا لهجوم المسلحين على موقع البرج وقتلوا سبعة منهم، في حين خسروا تسعة في صفوفهم، مضيفاً أن"تعزيزات من رجال الشرطة أرسلت لاحقاً الى موقع الاشتباك، ما أسفر عن مقتل ضابط في الشرطة". وأصبحت أبراج الاتصالات الهاتفية هدفاً لعمليات"طالبان"وجماعات مسلحة أخرى منذ أن حظرت الحركة المتشددة إجراء اتصالات بهواتف نقالة خلال الليل في المناطق التي تسيطر عليها. وأعلنت"طالبان"مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ على قاعدة أميركية في أسد آباد عاصمة ولاية كونار شرق أفغانستان. وشوهدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من داخل القاعدة، من دون أن ترشح تفاصيل عن الأضرار. الى ذلك، أعلن الحلف الأطلسي ناتو مقتل جنديين أجنبيين إضافيين في شرق أفغانستان، أضيفا الى خمسة جنود أجانب وستة أفغان سقطوا في انفجار قنابل يدوية الصنع أول من أمس، وثلاثة جنود أجانب في جنوب البلاد السبت الماضي. ومنذ مطلع السنة الحالية، قتل 643 جندياً أجنبياً، ما يجعله العام الأكثر دموية بالنسبة الى خسائر القوات الأجنبية في أفغانستان. وسيبعث تصاعد العنف برسالة ذات مغزى الى قادة الحلف الأطلسي الذين يجتمعون في لشبونة الجمعة المقبل، ويتوقع أن يساندوا استراتيجية لبدء تسليم مسؤولية الأمنية الى القوات الأفغانية العام المقبل، بهدف تولي الأفغان زمام الأمور في الصراع على مستوى البلاد بحلول عام 2014. ويتوقف تطبيق الاستراتيجية على جهود بناء قوات الأمن الأفغانية، وبلوغها مستوى تستطيع فيه الوقوف في وجه حركة"طالبان"التي اتسع نطاق عملياتها، على رغم دخول الحرب عامها العاشر. ويؤكد مسؤولو الحلف انهم غير مستعجلين للانسحاب، وأن لا خطة حالية لديهم لإنهاء الدور القتالي بالكامل الى ما بعد عام 2014، لذا سيحصل الانسحاب تدريجاً ويستند الى شروط". على صعيد آخر، دافع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عن طريقة تعاطي إدارته مع الحرب في أفغانستان، معلناً أن بعض الحلفاء في الحلف الأطلسي خذلوا بلاده في هذا النزاع بعدما تبين أنهم لا يرغبون في القتال. وقال لمحطة"سي أن أن": اتضح بعدما تبين أن بعض حلفائنا في الناتو باتوا غير راغبين في القتال، أن افتراضنا امتلاك قوات كافية، أميركية ومن الناتو، لم يكن صحيحاً لذا صححنا الأمر". وفي باكستان، أعلنت السلطات الإفراج عن القنصل الأفغاني العام في بيشاور عبد الخالق فراهي بعد سنتين على خطفه في مدينة بيشاور. وأوضح ديبلوماسي أفغاني أن الخاطفين سلموا القنصل العام إلى السلطات الأفغانية في مكان شرق أفغانستان، علماً أن فراهي قال في شريط فيديو نشر قبل شهور إن"المجاهدين خطفوه بسبب انتمائه إلى الحكومة الأفغانية المتعاملة مع الأميركيين".