كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أكد الرئيس الافغاني حميد كارزاي لشركائه الغربيين انه لن يعود عن قراره حظر الشركات الامنية الخاصة بعد دعوات واشنطن لايجاد حل انتقالي. وقال كارزاي اثناء لقاء مع ممثل الاممالمتحدة في كابول ستيفان دو ميستورا وقائد القوات الدولية الجنرال ديفيد بترايوس والممثل المدني للحلف الاطلسي مارك سدويل وسفراء الولاياتالمتحدة والمانيا وبريطانيا امس، ان «الحكومة الافغانية مصممة على حل هذه الشركات وتتمنى تعاوناً صادقاً وحقيقياً من المجتمع الدولي». وكانت الخارجية الاميركية اعلنت الجمعة انها تسعى الى التوصل الى حل انتقالي لرحيل الشركات الامنية الخاصة المعلن بغية الحفاظ على المشاريع الانمائية في هذا البلد. وأوصت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بضرورة ان تضع الولاياتالمتحدةوافغانستان خطة مشتركة للاستغناء تدريجياً عن حرس الامن الخاص بدلاً من تطبيق حظر يمكن ان يعرض اعمال الاغاثة التي تقدر بملايين الدولارات للخطر. وقال بي جي كراولي الناطق باسم الخارجية الاميركية ان كلينتون اتصلت هاتفياً بكارزاي لتعرض عليه افكاراً في شأن قراره حظر كل المتعاقدين الامنيين الخاصين ابتداء من كانون الاول (ديسمبر) المقبل، في خطوة يمكن ان تجبر بعض مشروعات التنمية والاعمار على التوقف بسبب عدم توفر الحماية. وأضاف كراولي ان كلينتون «اقترحت وضع خطة مشتركة لتغيير المتعاقدين في شكل مطرد في الوقت الذي تتم فيه ادارة تأثير على العمليات القائمة. كما تعهدت بالتعاون لدعم انتقال سلس للمسؤولية الامنية الافغانية الكاملة». وأفادت وسائل الاعلام الاميركية بأن الحظر الامني المفروض قد يعرض للخطر نحو 1.5 بليون دولار في عمليات اعادة البناء ومن بينها مشاريع مهمة لاستراتيجية حلف شمال الاطلسي لمكافحة التمرد في الحرب الافغانية. وعلى رغم توفيرها خدمات مهمة في ذلك البلد الذي تمزقه الحرب فإن شركات الامن الخاصة اصبحت مثار خلاف لأن بعضها تورط في عمليات اطلاق نار بارزة وحوادث اخرى. وخلص تحقيق اجراه مجلس الشيوخ الاميركي في تعاقدات الامن الخاصة في افغانستان هذا الشهر الى ان اموالاً تحول احياناً الى زعماء حرب لهم صلة ب «طالبان» وجرائم قتل وخطف. واصدر كارزاي مرسوماً في آب (اغسطس) الماضي، يحظر كل تعاقدات شركات الامن الخاصة في افغانستان في غضون اربعة اشهر. وفاجأت هذه الخطوة القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة وأعرب مسؤولون كثيرون عن قلقهم ازاء صعوبة تحقيق هدف كارزاي بمثل هذه السرعة. ويتولى آلاف من متعاقدي شركات الامن الخاصة من الافغان والاجانب حراسة كل شيء من قواعد عسكرية اميركية وسفارات الى مشاريع تنمية وبنية اساسية وقوافل امداد ومسؤولين مهمين. وأعلنت بعض شركات التنمية التي تمولها الولاياتالمتحدة أنها قلصت المشاريع لكي تكون جاهزة اذا سرى هذا الحظر في كانون الاول كما هو مقرر مما اثار قلقاً في واشنطن من ان عمليات المساعدة الاساسية ربما بدأت تتأثر. وعدل كارزاي مرسومه الاسبوع الماضي ووافق على السماح لحراس الامن الخاص بحماية السفارات والقواعد والمستودعات العسكرية ومقار الاقامة الديبلوماسية ووسائل نقل الديبلوماسيين. على صعيد آخر، قتل جندي من حلف شمال الاطلسي في انفجار لغم يدوي الصنع في جنوبافغانستان امس، ما رفع الى 599 عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا في النزاع الافغاني منذ مطلع هذا العام. وأفادت قيادة الحلف في بيان بأن الجندي الذي لم تكشف جنسيته قتل بانفجار لغم يدوي الصنع. وثمة 401 اميركي، بين الجنود الاجانب الذين قتلوا في النزاع الافغاني منذ مطلع هذا العام، الاكثر دموية بالنسبة الى القوات الدولية خلال تسع سنوات من الحرب استناداً الى موقع الكتروني مستقل. وتنشر الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي اكثر من 150 الف رجل في افغانستان لمحاربة طالبان».