جدد الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكيأمس موقف سورية الداعي الى"تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع اطياف الشعب العراقي"، ووقوفها على"مسافة واحدة من جميع العراقيين". وكان الأسد استقبل المالكي امس في اول زيارة له لدمشق منذ الازمة الديبلوماسية في اب اغسطس العام الماضي، وذلك بحضور رئيس الوزراء محمد ناجي عطري ومعاون نائب الرئيس محمد ناصيف ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ووزير النفط سفيان علاو والسفير السوري في بغداد نواف الفارس. وحضر من الجانب العراقي وزير النفط حسين الشهرستاني والسفير في دمشق حسين جوادي. وافاد بيان رئاسي سوري ان اللقاء تناول"علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وآفاق تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وضرورة العمل على إزالة جميع العقبات التي تعترض التعاون الثنائي وأهمية البحث عن آفاق تعاون جديدة تعزز العلاقات الأخوية بين الشعبين وتخدم مصالحهما المشتركة، حيث تم التأكيد على أهمية البعد الاستراتيجي في العلاقات الثنائية بين دول المنطقة وضرورة تطوير التعاون الاقتصادي بين هذه الدول وصولاً إلى تكتل اقتصادي إقليمي يلبي تطلعات شعوب المنطقة ويخدم أمنها واستقرارها". كما تناول اللقاء آخر المستجدات على الساحة العراقية والجهود المبذولة لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية. ونقل البيان عن الاسد تأكيده"موقف سورية الداعي إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تمثل جميع اطياف الشعب العراقي ووقوف سورية على مسافة واحدة من جميع العراقيين ودعمها لكل مايتفق عليه أبناء العراق الشقيق". واشار الى أن المالكي"شكر الرئيس الأسد على مواقف سورية تجاه العراق وحرصها على مساعدة العراقيين في تحقيق الأمن والاستقرار فيه والحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً". واكد له"حرص القيادة العراقية على إقامة أفضل وأمتن العلاقات مع سورية وعلى جميع الصعد بما يتناسب مع حجم العلاقات الشعبية والأخوية التي تربط أبناء سورية والعراق". والتقى عطري نظيره العراقي بحضور ناصيف والمعلم ووزيري النفط. وافادت مصادر سورية ان اللقاء تناول"علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل تفعيلها وتطويرها في مختلف المجالات وبحث التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة الكهربائية والتأكيد على أهمية تفعيل اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين سورية والعراق وتطوير منظومة النقل البري والمنافذ الحدودية وتشكيل شركات مشتركة بين رجال الأعمال السوريين والعراقيين بما يؤدي إلى توسيع آفاق التعاون بين البلدين وخدمة مصالحهما المشتركة وتسهيل انسياب السلع وزيادة حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين". واوضحت الدكتورة شعبان في لقاء مع عدد من الصحافيين السوريين بينهم مدير مكتب"الحياة"في دمشق ان زيارة المالكي استهدفت بحث"العلاقات الثنائية بين البلدين والعقبات التي تعترض تشكيل الحكومة العراقية منذ الانتخابات البرلمانية العراقية والنقاط التي تم الاتفاق عليها في زيارة المالكي في العام الماضي حول التعاون الاستراتيجي بين سورية والعراق"، مشيرة الى ان محادثات المالكي في دمشق"امر طبيعي لان سورية استقبلت جميع الاطراف وتندرج ضمن استقبال الاطراف جميعها من العراق". واكدت ان سورية"تقف على مسافة واحدة من الجميع والهدف الاساسي لنا هو تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تضم جميع اطياف الشعب العراق"، لافتة إلى ان محادثات المالكي وعطري تناولت"العلاقات الثنائية واعادة الحديث في الاتفاق الاستراتيجي بين سورية والعراق"الذي جرى التوصل اليه خلال زيارته رئيس الوزراء العراقيدمشق في اب العام الماضي. واضافت ان الحديث تناول"المجلس الاستراتيجي واهميته. وهناك تركيز في هذه الزيارة على اهمية المجلس وتفعيله سواء تم الاتفاق على لقاء في وقت". وقالت الدكتورة شعبان ردا على سؤال ان اجواء محادثات الاسد مع المالكي كانت"جيدة لان سورية تتعامل مع قضايا وتتعامل مع اوطان. وفي السياسة دائما هناك صعود وهبوط في العلاقات، لكن المهم ان تبقى الرؤية واضحة والهدف واضحا وهو امن العراق واستقراره ومصلحة الشعب العراقي ومصلحة العلاقات السورية-العراقية. هذا هو الهدف الاساسي الذي يبقى نصب اعين القيادة السورية". وسألت"الحياة"هل حصلت سورية على ضمانات او تأكيدات من المالكي بتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل الكتل بما فيها"القائمة العراقية"بزعامة اياد علاوي، فاوضحت ان الجانب السوري لمس لدى المالكي"رغبة في ان تكون الحكومة تمثل جميع الاطراف التي فازت في الانتخابات". واوضحت ردا على سؤال اخر ان تشكيل الحكومة"يعتمد على العراقيين انفسهم. لمسنا الارادة والرغبة لدى كل الاطراف العراقية بسرعة تشكيل الحكومة، لكن المشكلة هي في الاتفاق على كيفية تشكيلها. كل من زار سورية، عبر عن رغبته بسرعة تشكيل الحكومة وعن مخاومه من عدم تشكيل الحكومة. لكن البرهان يأتي في ان تتفق جميع هذه الاطراف على الية لتشكيلها. وهذا شأن العراقيين انفسهم". وسألت"الحياة"عن نظرة سورية إلى المشاورات التي يجريها زعماء القوائم الفائزة في الانتخابات مع عدد من دول الجوار، فقالت شعبان ان زيارات المسؤولين العراقيين للدول المجاورة"محاولات لشرح وجهة نظر هذه الاطراف ومساعدة دول الجوار العراقيين". وزادت :"كما تعرفون، ان دول الجوار منذ قبل الحرب على العراق كانت تجتمع وتتحاور في الشان العراقي. انطلاقا من هذا الامر، فان دول الجوار لها مصلحة حقيقية في ان يكون هناك امن واستقرار في العراق وان يكون العراق موحدا"، مشيرة الى ان"دول الجوار والاطراف العراقية تدرك حقيقة ان مصالحنا مشتركة في تشكيل الحكومة العراقية"، مشيرة الى ان"كلع دول الجوار تدفع باتجاه محاولة المصالحة بين الاطراف العراقية وتشكيل حكومة عراقية تمثل كافة اطياف الشعب العراقي. واذا كانت هناك اي مشاكل في المناصب او الدستور او القوانين السائدة ان تعالج هذه المشاكل بعد تشكيل الحكومة"، مع التأكيد ان القرار يعود الى العراقيين انفسهم.