لم يكن أمامه سوى الاعتذار لنا بتوتر، طالباً عدم الكشف عن اسمه، قائلاً:"ظلمت، لأن سهيل عرفة لم يرد إنجاحي بسبب خلافات له مع عدنان أبو الشامات حول أحقية نقل عضويتي". وبرّر المطرب المتمرن في نقابة الفنانين السوريين اعتقاده أن هذا خطأ مؤكد، وأن مجلس النقابة لا بد أن يراجع في الأيام القادمة إضبارته، على رغم أنه لم يطالب بذلك رسمياً. ويشير حسام 34 سنة إلى أن فحص المطرب المتمرن الذي أداه قبل خمس سنوات أمام لجنة اختبار الانتساب والقبول الموسيقية برئاسة الفنان هادي بقدونس كان أصعب، على رغم فشله الحالي، حيث حاول خلال فترة التمرين تطوير مهاراته الموسيقية. واستطاع منذ ذلك الوقت تكوين فرقة يعمل وإياها في بعض المطاعم، عله يصل إلى حلمه في أن يكون فناناً عضواً. وفي حال أصرت اللجنة على قرارها فإن فرصته الوحيدة الآن هي التقدم العام المقبل إلى الاختبار مرة أخرى، وأخيرة. هذا بعض ما جرى في نقابة الفنانين السورية في دمشق تأسست عام 1966، قبيل وبعد إعلان نتائج اختبار الانتساب ونقل العضوية لعام 2009. فهذه المؤسسة لا تخلو من الروتين والرتابة، وإن برزت كمدافع وحيد عن الفنان السوري بصناديقها التأمينية الداعمة له الضمان الصحي، التقاعد. لكن بعض المتمرنين الآخرين الناجحين، أوضحوا أن الاختبار كان سهلاً على رغم طابعه المخيف. ويشترط في الذين يتقدمون الى هذا الاختبار، أن يكونوا من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة بالنسبة لعضوية الدراما، والشهادة الإعدادية لعضوية الموسيقى التي يضاف إليها عضوية الفنون الشعبية. كما أن هناك عضوية أخرى للمهن المضافة ترأس لجنتها مخرج فيلم"سبع دقائق إلى منتصف الليل"وليد حريب. وتشمل فنيي المونتاج التلفزيوني والسينمائي، والمصورين. ونجح في اختبار العضوية هذا أربعة من أصل عشرة فيما تغيب واحد. وأمضى المنتسبون السنوات الثلاث التي تفصلهم عن عضويتهم في تمرين اختياري في القطاع العام أو الشركات الخاصة. ويقول هشام حاصباني رئيس مكتب العقود المركزي في النقابة:"لا يمكن للمنتسبين إلى النقابة العمل إلا من خلالها، ثم يخضعون لاختبار نقل العضوية، بعد خمس سنوات من تمرين الموسيقى، وثلاث من تمرين الدراما والمهن المضافة". بهذا تضمن النقابة أن المنتسب لها يصقل موهبته، من خلال عمله على أرض الواقع في الإذاعة والتلفزيون، أو الحفلات والمهرجانات، أو حتى في الملاهي الليلية، و اشترطت أيضاً ضرورة القراءة الصحيحة للنوتة الموسيقية من المتمرنين العازفين. وأوضح نقيب الفنانين السوريين أسعد عيد ل"الحياة"أن هذه ليست مسابقة وإنما انتساب يلبي حاجة النقابة إلى مهن من مثل"عازف الناي، أو الأورغ". وقال:"تُجري الاختبار بشكل أكاديمي من الناحية العلمية والنظرية، لجان من كبار النجوم السوريين، ومن لديه الموهبة والأرضية الثقافية، ينتقل إلى العضوية من دون تدخل من المجلس". يعترف عيد أن التمرين غير كاف، وأن النقابة تسعى إلى طرح دورات تدريبية وفق أساس مطلع. ورفض وصف هؤلاء الفنانين بالشعبيين،"فهم بمجرد تجاوزهم الاختبار وسعيهم للتطوير والاجتهاد حققوا المعايير الإبداعية"، رافضاً أن يكون شكل بعض الفنانات وجمالهن مدعاة لاعتبارهن مبدعات. أما الموسيقيان سهيل عرفة وعدنان أبو الشامات فأكدا نزاهة اختبار الانتساب ونقل عضوية الموسيقي، وهما كانا في لجنته المكونة من ستة موسيقيين برئاسة الفنان صباح فخري. وقال عرفة:"لم آت إلى اللجنة إلا لأن صباح فخري موجود، واللجنة لا بأس بها". وأكمل إنهم يقبلون الواسطة فقط إذا كان المنتسب على مستوى عال، مشيراً إلى توفر منهاج نقابي لا بد أن ينجح من يدرسه. واعتمد اختبار الدراما الذي ترأسه الفنان هشام كفارنة، على مراعاة اضطراب المتقدمين لنقل عضويتهم، وتقييمهم عبر مشهد درامي فصيح، ومشاهد إيمائية، ملتفتين إلى سلامة النطق واللياقة الجسدية. ورأى الفنان عباس النوري نفسه بعيداً عن أي علاقة بالاختبار، رغم وجود اسمه كعضو في لجنة الدراما، مفيداً بأنه لم يشارك سوى في الدقائق العشر من اليوم الأخير. ولم يكن المخرج فراس دهني أيضاً ضمن لجنة الدراما كل أيام الاختبار، في حين حضرها بشكل دائم باقي الأعضاء ومنهم سلوم حداد، وأيمن زيدان. "إجماع للجنة على تكريم بعض المهمين في الحياة الفكرية والمسرحية"، هكذا أسمى دهني مساعدة الأبناء الموهوبين لبعض الممثلين الراحلين، على تجاوز الاختبار، فهل طال الامتحان مشاعر اللجنة، خصوصاً وأن أغلب أعضاءها أقروا أنهم تعرضوا لضغوط إنسانية من المتقدمين، أم أن الباب مفتوح على مصراعيه لأعضاء النقابة الذين يصل عددهم اليوم ل"1600"فنان وفنانة؟. نشر في العدد: 16946 ت.م: 27-08-2009 ص: 31 ط: الرياض