عندما حزمت عائشة المرشاني، المصورة الفوتوغرافية أمتعتها في الولاياتالمتحدة وعلقت في كتفها كاميرا التصوير، كانت تعلم أن مشروع التصوير الذي تبلورت فكرتهُ عبر موقع فايس بوك مع زملائها في المهنة ستكتمل معالمَه في مخيم الوحدات في الأردن. عائشة المختصة بقضايا السلام رافقتها ثلاث مصورات أميركيات والشاعر المكسيكي مارك غونزاليس الذي انطلقت حنجرته بأشعار تستنكر ما تتعرض له مناطق في الشرق الأوسط من حروب، وهم اتجهوا صوب المخيم لنقل مهاراتهم في التصوير لمجموعة من الشبان تجمعهم هواية التصوير وتراوح اعمارهم بين 13 و20 سنة. تقول عائشة عن مشروع"صورنا"أنه"يهدف بالدرجة الأولى إلى تعليم مجموعة من الشبان اللاجئين مهارات التصوير وتقنياته، وأن اختيار المخيم جاء بهدف إيجاد وسيلة تمكنهم من التعبير عن معاناة التهجير وواقع حياتهم". وبينت أن"الصور الفوتوغرافية التي سيتدرب الطلبة على التقاطها ستعرض داخل الأردن وخارجه وستنقل قصص اللاجئين بمختلف جنسياتهم"، مشيرة الى ان"اختيار الفريق وقع على مخيم الوحدات من بين مخيمات الأردن بسبب تنوع جنسيات ساكنيه". وقالت إن"اكتساب الطلبة لنظريات التصوير وتقنياتها ستجعلهم مؤهلين للعمل في مهنة التصوير والانخراط في سوق العمل". ولفتت مرشاني إلى أن"المشروع عمل تطوعي جاء بجهود أفراد الفريق، وبالتعاون مع هيئة الإغاثة الدولية لمدارس عبر الانترنت التي دعمتنا من خلال توفير قاعة التدريس في مركز نادي الوحدات في المخيم، فضلاً عن توفير أجهزة الكومبيوتر اللازمة والمساهمة في تحمل تكاليف شراء كاميرات والمستلزمات الفنية للدورة". وبينت مرشاني أن"تأمين تكلفة شراء الكاميرات وأماكن العرض كانت بمساهمة من المتحمسين الذين دعموا المشروع منذ ولادته على صفحات فايس بوك". وأضافت أن"فريق العمل تمكن في المرحلة الأولى من مساعدة الطلبة المنتسبين، وعددهم 10، في اكتشاف مواهبهم وتطوير مهاراتهم في استخدام كاميرات الديجيتال وتقنيات التصوير". الصور التي التقطها العراقي مصطفى مجيد 14 سنة، وهو أحد الملتحقين بالدورة، تطلبت منه الصعود الى سطح المنزل والتقاط صور لأضواء ليلية ازدانت بها الشوارع، وأخرى لمشهد القمر في مرحلة اكتماله. اليوم يجد مصطفى نفسه محظوظاً لأنه تمكن أخيراً من الانضمام إلى الدورة وتنمية مهاراته في التقاط الصور، ويقول إن"المشاهد التي التقطها خلال الشهر الأول من المشروع وعددها 500 صورة استطاعت أن تختزل قصصاً وتسجل ذكريات بطريقة أكثر مهنية من السابق". ولفتت إيمان الدباغ، من أعضاء الفريق، وهي مصممة ومصورة تعمل في ولاية كاليفورنيا الى أن"الواجبات اليومية التي تُطلب من الطلبة تحتم عليهم العودة في اليوم التالي، وقد التقط كل منهم عدداً من الصور تحكي قصة اختارها بنفسه". الطالبة بركات عبدالرحمن 19 سنة، وهي لاجئة عراقية تسكن قرب المخيم تجد"في عدسة الكاميرا العين التي ترى فيها الأشياء من منظور آخر يعبر عما يجول في فكرها، وأن استخدامها مكنها من توثيق المناسبات لتصبح ذكرى تحتفظ بها داخل ألبوم الصور". فيما تحاول الطالبة السودانية سعدية آدم 16 سنة، أن"تتعلم نظريات التصوير وتقنياته وكيفية استخدام الكاميرا بمهارة عالية بشكل ساعدها على التفاني بعملها كمساعدة تصوير في استوديو يملكه عمها". انجازات الطلبة عرضت قبل ايام في معرض دارة التصوير اللويبدة في جبل عمان وسيستمرعرضها مدة شهر، فيما المعرض النهائي سيكون بعد ثلاثة أشهر، بحسب سوسن عطار التي عادت مع أعضاء الفريق إلى أماكن عملهم تاركين أمر متابعة تدريب الطلاب لأحد المتطوعين الناشطين في المركز. المصممة والفنانة أبريل بانكس والشاعر غونزاليس أشارا إلى أن"استمرارية المشروع مسؤولية ينبغى أن تتحملها مؤسسات المجتمع المدني والأفراد الذين يؤمنون بأهمية التصوير كوسيلة تتيح للاجئين التعبير عن واقع حياتهم في المخيم". نشر في العدد: 16943 ت.م: 24-08-2009 ص: 24 ط: الرياض