فيما تتواصل الاجتماعات الإسرائيلية ? الأميركية لبلورة صيغة في شأن وقف البناء في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ان المبادئ التي طرحها في خطابه قبل ثلاثة أسابيع لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وفي مقدمها اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل وأن تكون الدولة الفلسطينية"منزوعة السلاح"، أصبحت"محط إجماع قومي"في إسرائيل"وأهم إنجاز لحكومته"التي تقترب من يومها المئة. وقال نتانياهو في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية أمس إن حكومته نجحت في أيامها المئة الأولى في"تحقيق توافق قومي"في شأن مصطلح الدولتين للشعبين"شرط أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولة الشعب اليهودي، وهذا يعني أن مشكلة اللاجئين تجد حلها خارج حدود إسرائيل، وأن تحصل إسرائيل على ما تحتاجه من حدود قابلة للدفاع عنها، ما يعني تجريد كامل الدولة الفلسطينية من السلاح، وهذه هي النتيجة الأبرز التي حققتها حكومة الوحدة الوطنية". وعزا نتانياهو"الهدوء النسبي"على الحدود مع القطاع إلى عملية"الرصاص المصبوب"التي قال إنها"أنشأت بنية تحتية جيدة من الهدوء ... والتعليمات التي أعطيتها تقضي برد قاس على أي إطلاق نار". وأضاف:"إننا في معركة متواصلة على الأمن الجاري وعلى الأمن القومي، هذه هي الأهداف التي سترشدنا في السنوات القريبة لمصلحة كل مواطني الدولة". من جهته، قال وزير الدفاع ايهود باراك إنه يغادر إلى لندن للقاء الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل اليوم، للمرة الثانية خلال أسبوع،"بهدف دفع التفاهمات في شأن سيرورات سياسية، وأيضاً في شأن تسوية إقليمية شاملة وايجاد السبيل لترجمة خريطة الطريق التي قبلت بها إسرائيل مع تحفظات لتكون مقبولة علينا وعلى الولاياتالمتحدة والأطراف الأخرى". وبحسب صحيفة"هآرتس"، فإن باراك اقترح في الاجتماع السابق مع ميتشل أن يحضر إلى المنطقة ويقوم بجولات مكوكية بين إسرائيل وعواصم عربية بهدف بلورة"صفقة رزمة"في موضوع الاستيطان ومبادرات تطبيع مع إسرائيل. وأضافت أن الفكرة الثانية التي تبادلها باراك وميتشل كانت عقد مؤتمر دولي للسلام في الأشهر القريبة بهدف تحريك عملية"التسوية الإقليمية الشاملة"، والإعلان عن الخطوات المطلوب من كل طرف القيام بها، ويلتزم كل من الأطراف المشاركة في المؤتمر باتخاذ خطوات على الأرض، ما سيسهم في تخفيف مستوى الريبة بينها. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، سيتم في نهاية المطاف التوصل إلى تسوية يتاح بموجبها البناء في المستوطنات للتجاوب مع التكاثر الطبيعي"لكن بشكل محدود ومقلص ومن دون أن يتسبب ذلك في توسيع حدود المستوطنات"، هذا بالإضافة إلى قيام إسرائيل بإخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية غير المرخصة. وتابعت الصحيفة أن الجدل مع واشنطن يتناول مصير نحو 3000 وحدة سكنية قيد البناء، وأن إسرائيل تسعى الى تحصيل موافقة أميركية على مواصلة بنائها. وأكد مسؤول أميركي بارز لوكالة"رويترز"أن واشنطن تستوضح من الحكومات العربية ما اذا كانت ستخفف من قيود التعامل مع اسرائيل اذا جمدت بناء المستوطنات. لكن ديبلوماسيين غربيين أفادوا بأن الزعماء العرب أبدوا فتوراً حتى الآن تجاه الاقتراحات بإمكان فتح الأجواء أمام شركات الطيران الاسرائيلية، أو السماح بالمكالمات الهاتفية الدولية من شركات الهواتف المحمولة الاسرائيلية، أو السماح بدخول السياح الذين تحمل جوازات سفرهم تأشيرة دخول اسرائيل. من جهتهم، واصل وزراء"ليكود"المتشددون اعلان رفضهم تجميد البناء في المستوطنات، وقال وزير شؤون الإعلام يولي ادلشتاين إن رئيس الحكومة أوضح في لقائه مع وزراء"ليكود"صباح امس أنه"حتى الآن لم تتم أية تفاهمات أو التزامات لتجميد البناء، وأرجو ألا يقدم باراك أي تعهد لميتشل يمس بمواصلة البناء". وتابع ان تجميد الاستيطان"مثله مثل تجميد الولادة، وهو أمر يناسب أنظمة مثل النظام الصيني في عهد ما لا لدولة إسرائيل". وقال وزير البيئة المقرب من رئيس الحكومة يغآل اردان:"لن نسمح بأي تجميد ولا حتى موقت في البناء في المستوطنات، بل أقترح على المجتمع الدولي والإدارة الأميركية أن يطالبوا الفلسطينيين بالقيام بلفتات طيبة وإبداء استعداد لعملية سياسية". وكررت الصحف العبرية أن إسرائيل أوضحت لواشنطن أنها مستعدة لوقف موقت للبناء في المستوطنات في مقابل قيام العالم العربي بخطوات ملموسة والحصول على ضمانات أميركية في شأنها. وكتبت"هآرتس"ان الرسالة التي تروج لها إسرائيل تقول إن"حجم وعمق تجميد البناء في المستوطنات سيكونان طبقاً لحجم استئناف العملية السياسية واللفتات الطيبة من الدول العربية". وقرأت الصحف العبرية مضمون الرسالة التي بعث بها الرئيس باراك اوباما للعاهل المغربي الملك محمد السادس رداً على تهنئة الأخير باستقلال أميركا وقوله فيها"آمل في أن يكون المغرب، كما في الماضي، قائداً في إرساء المصالحة بين إسرائيل والعالم العربي"، معتبرة انها بداية محاولات أميركية لحمل المغرب على أن تكون على رأس دول عربية تعيد فتح"مكاتب المصالح التجارية"في عواصمها وفي تل أبيب كجزء من عملية سلام إقليمية، وفي مقابل خطوات إسرائيلية لوقف البناء في المستوطنات.