خاضت الأطراف اللبنانية الانتخابات النيابية ضمن توازنات وتحالفات طائفية. والنتيجة لم تأت بعيدة من ذلك. ولم يحدث تغير في النظام الاقطاعي الطائفي الثابت. فالعائلات السياسية هي هي. وحتى التيارات التي رفعت عناوين التغيير ومحاربة الأوضاع القائمة لم تأتِ بالجديد بل واجهت الوجوه الجديدة، وأجبرتها على التراجع والانسحاب"وشكرتها"على ذلك ظناً منها أيضاً أن الأصوات ستجير كلها لها، وهذا ما لم يحصل، في تصرف يكشف الأنانية والنية المبيتة في ترك الأمور على علاتها لتكون مبرراً دائماً لبقائها تصدح بشعاراتها ضد الفساد. لم يستطع كل طرف في هذه الانتخابات الاختباء وراء شعاراتها ليبدو بعيداً من الطائفة الحليفة التي اختارها ليحتمي بها. لكن البعض ذهب أبعد من ذلك ليظهر ما لم يخدمه، وهو تجاوز دوره في التحالف مع الطائفة الأخرى ليتخذ موقف المدافع الشرس عن أفعال تلك الطائفة على رغم ان هذه، الطائفة أو تلك إذا حكمت فحكمها سيكون طائفياً كذلك وليس من منطلق العدالة والمساواة. لا يختلف اثنان على ان احتدام المعركة الانتخابية انحصر ضمن طائفة معينة منقسمة على ذاتها حول أي طائفة تدعم وبالتالي أي طائفة تكون أقل أذى بها إذا وصلت الى الحكم. بيتر قشوع - سوق الغرب - لبنان - بريد الكتروني