قال مسؤول باكستاني بارز أمس، ان السلطات أفرجت عن 12 من متشددي حركة "طالبان" في محاولة لتعزيز اتفاق أبرم الشهر الماضي مع الإسلاميين في وادي سوات المضطرب في شمال غربي البلاد. ويرجح أن يعمق الإفراج عن هؤلاء مخاوف الدول الغربية من سياسة إبرام اتفاقات مع الإسلاميين التي تعتبر انها بمثابة تهدئة تعزز مواقع المتشددين. ويخشى مسؤولون أميركيون أن يوفر الاتفاق في سوات ملاذاً آمناً آخر لتنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" على أراضي باكستان. وقال مسؤولون ان الإفراج عن سجناء "طالبان" تم ليل السبت بعد محادثات بين سلطات الإقليم الحدودي الشمالي الغربي وممثلين عن الحركة وإسلاميين. وقال سيد محمد جواد مفوض سوات ان الإفراج عن السجناء "كان أحد مطالب طالبان. انها لفتة حسن نية، حققناها ونأمل في أن يقوموا بدورهم من أجل السلام". وتواجه حكومة باكستان التي تعاني أيضاً من أزمة اقتصادية مداً متنامياً لأعمال العنف التي تخرج من الحزام القبلي على الحدود الأفغانية الى المدن والبلدات خصوصاً في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي. وصرح مسؤولون أمس، بأن عشرة من رجال الشرطة قتلوا في اشتباك مع حركة "طالبان" في منطقة مهمند القبلية على الحدود الأفغانية ليل السبت. وأضافوا أن متشددين خطفوا مسؤولاً حكومياً وثلاثة من رجال الشرطة بعد الاشتباك وعثر على جثثهم مقطوعة الرأس أمس. وتعهد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بألا تتفاوض حكومته مع مقاتلي "طالبان" لكن سلطات الإقليم الحدودي الشمالي الغربي عقدت الاتفاق مع رجل الدين الملا صوفي محمد. واتفق الجانبان على تطبيق الشريعة الإسلامية في المنطقة أملاً في أن يستطيع محمد كبح المتشددين. ودعا محمد الشهر الجاري الحكومة وحركة "طالبان" الى الإفراج عن سجناء آخرين من الجانبين بحلول العاشر من الشهر الجاري. وأفرج المتشددون عن سبعة مسؤولين حكوميين وجنود الشهر الماضي. وأعلن مقاتلو "طالبان" في 24 شباط فبراير الماضي، وقفاً لاطلاق النار، وأوقفت القوات الباكستانية أيضاً العمليات في سوات المقصد السياحي السابق في الجبال والواقع على بعد 130 كيلومتراً فقط شمال العاصمة إسلام آباد. وحدد محمد أيضاً الذي كان قاد احتجاجات عنيفة للإسلاميين في التسعينات يوم 15 الجاري، موعداً نهائياً لكي تبدأ الحكومة في تطبيق الشريعة الإسلامية في المنطقة وإلا ستواجه احتجاجات. وأكدت سلطات الإقليم الحدودي الشمالي الغربي أن طلبه سينفذ. وفي وقت أعادت الأعمال والمدارس فتح أبوابها في وادي سوات يشك منتقدون في أن الاتفاق سيصمد طويلاً ويشيرون الى استغلال المتشددين لاتفاقات سابقة لتعزيز قوتهم. ووقعت السلطات اتفاق سلام مع المتشددين في أيار مايو 2008. وفشل الاتفاق وسيطر المتشددون في ما بعد في شكل فعلي على وادي سوات. ومنذ التوقيع على أحدث اتفاق قتل جنديان في مكمن نصبه متشددون في حين خطف العديد من المسؤولين الحكوميين وقوات الأمن ثم أفرج عنهم بعد تدخل محمد. ويقول مسؤولون ان اتفاق وادي سوات محاولة لتخفيف تدهور الأوضاع الأمنية من طريق اشراك محمد الذي تخلى عن أعمال العنف. تفجيرات بومباي على صعيد آخر، أعلن مدير الانتربول رونالد نوبل ان باكستان وافقت على تسليم المنظمة الدولية للتعاون بين أجهزة الشرطة عينات من الحمض الريبي النووي وغيرها من المعلومات الخاصة بمشتبه في تورطهم في اعتداءات بومباي في الهند. وصرح نوبل بذلك خلال زيارة الى إسلام آباد في إطار التحقيق حول هجمات شنتها مجموعة كوماندوس على بومباي من 26 الى 29 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وأضاف انه ستتم مقارنة تلك العينات بما في البنك العالمي من معطيات الحمض الريبي النووي التي تضم 83 ألف عينة، معرباً عن الأمل في أن تقدم الهند أيضاً هذا النوع من المعلومات. نشر في العدد: 16775 ت.م: 09-03-2009 ص: 17 ط: الرياض عنوان: باكستان : إطلاق 12 "طالبانياً" في سوات