واصل الجيش الباكستاني أمس، حملته ضد مقاتلي حركة «طالبان باكستان» في بلدة دير السفلى في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي، غداة مقتل 16 طفلاً بانفجار قنبلة وضعت داخل كرة للقدم استخدموها للعب في إحدى ساحات البلدة. لكن الناطق باسم الجيش الجنرال أطهر عباس أكد ان الحكومة والقيادة العسكرية لم تلغيا اتفاق السلام الذي وقع مع مسلحي الحركة في سوات في شباط (فبراير) الماضي، بل تدخلتا بعد مطالبة الحكومة الإقليمية بإخضاع مقاتلي سوات لبندي الاتفاق الخاصين بتسليم سلاحهم وتجنبهم التدخل في شؤون المواطنين. وتزامنت الحملة العسكرية مع إطلاق وسائل إعلام حملة شبه منظمة للتحذير من أخطار «طالبان» على المجتمع. واعتبرت مصادر إعلامية ان الحملة تهدف الى خلق رأي عام مؤيد لشن عمليات عسكرية جديدة تؤدي الى استئصال مقاتلي «طالبان» في سوات، وإظهار خطرهم على الشعب ووحدة أراضي باكستان وسلامتها. في المقابل، رفضت «طالبان باكستان» تبريرات السلطات لعملية بلدة دير السفلى، وحمّلتها مسؤولية تجدد القتال الذي أسفر بحسب الجيش عن سقوط 40 متشدداً أمس، وذلك «استجابة لضغوط أميركية وغربية متزايدة على باكستان». (راجع ص 8) واتهم مؤسس حركة «تطبيق الشريعة» في سوات الملا صوفي محمد الذي وقع اتفاق السلام مع الحكومة الإقليمية، إسلام آباد بنكث تعهداتها في الاتفاق، معلناً تجميد وساطته بين الحكومة ومسلحي سوات، والتي أكد أنها نجحت في منع المقاتلين من الانتشار في مناطق كثيرة أخيراً، بعدما استجاب كثيرون دعواته الى وقف العنف. واتهم «عناصر موالية للحكومة» بتقويض السلام عبر افتعال مشاكل بررت تدخل الجيش وإلغاء اتفاق السلام عملياً، وذلك قبل أسبوع من سفر الرئيس آصف علي زرداري إلى واشنطن التي هددت، بحسب مصادر عسكرية وحكومية باكستانية، بضرب مقاتلي سوات اذا لم يستطع الجيش الباكستاني توجيه ضربة قاضية إليهم. وفي محاولة لتخفيف وقع عمليات الجيش ضد مواقع المتشددين في دير السفلى، أعلن الرئيس زرداري انه سيطالب الأميركيين خلال زيارته لواشنطن بإبراز النجاحات التي حققها احتلالهم لأفغانستان، قبل أن يعرض إنجازات إسلام آباد في مواجهة المتشددين. وأكد أنه سيدعو الولاياتالمتحدة الى تعزيز التعاون مع بلاده في محاربة الإرهاب، من اجل ضمان تحقيق إنجازات أكبر من تلك الحالية. إلى ذلك، أعلنت حكومة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي ورود تقارير امنية عن بدء تشكيل طلاب مدارس دينية، حركة «طالبان» في عاصمة الاقليم بيشاور. ووزع تنظيم «جيش محمد» المحظور منشورات في مدينة مردان التي تقع بين سوات وبيشاور، تحض السكان على الاستعداد ل «الجهاد والتضحية وهزيمة المشروع الأميركي في البلاد». وزار رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أفغانستانوباكستان أمس، لإطلاع قيادتيهما على استراتيجية جديدة سيقرها البرلمان البريطاني غداً لإطلاق حملة عسكرية ضد «بؤر الإرهابيين» على الحدود.