لم يفلت الصحافي المعارض مصطفى بلباي هذه المرة من قبضة مدعي عام قضية شبكة"ارغينيكون"المتهمة بمحاولة الانقلاب على حزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي استطاع اقناع المحكمة بضرورة القاء القبض عليه ومحاكمته وهو داخل السجن، وذلك بعدما فشل المدعي العام مصطفى اوز في ذلك قبل ثمانية شهور. وكانت المحكمة افرجت حينها عن بلباي لعدم كفاية الادلة، بعدما طالب المدعي بتوقيفه. ويبدو أن المدعي عاد اليوم بادلة جديدة قوية، دفعت المحكمة الى تغيير رأيها حول بلباي وهو مدير مكتب انقرة في صحيفة"جمهورييت"العلمانية الاتاتوركية، والناطقة باسم"حزب الشعب الجمهوري"المعارض. وافادت انباء سُربت من جهة التحقيق، بأنه تم العثور هذه المرة على معلومات ومستندات مهمة كان بلباي يحتفظ بها في كومبيوتره الشخصي، وان التحقيق الاولي معه الذي استغرق أكثر من عشر ساعات، جعل المحكمة تتخذ قرار اعتقاله. وتُعتبر عصابة"ارغينيكون"تنظيماً ارهابياً مسلحاً يسعى الى قلب نظام الحكم، من خلال تنفيذ وتدبير عمليات اغتيال وتفجيرات، تمهد لانقلاب عسكري في تركيا. وكانت محاكمة هذه العصابة بدأت في تشرين الاول اكتوبر الماضي، لكن التحقيقات ما زالت مستمرة وعمليات الاعتقال كذلك. ومن المتوقع ان يقدم المدعى العام مذكرة ادعاء جديدة خلال الشهر الجاري. في المقابل، قال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان أنه يتعرض للتهديد من قبل عصابة"ارغينيكون"والمتعاونين معها في الداخل والخارج، من دون ان يوضح من يقصد. لكنها المرة الاولى التي يشير فيها اردوغان وبوضوح الى وجود اطراف اجنبية تتعاون وتعمل مع"ارغينيكون"، وهو ما اعتبره كثير من الاعلاميين الاتراك مؤشراً الى احتمال ان تكشف التحقيقات المقبلة عن هذه الصلات مع جهات اجنبية، وأن اردوغان يمهد لذلك منذ الان. وفي الإطار نفسه، تكثر التساؤلات أخيراً حول جهة تتنصت على الجنرالات المتقاعدين المتهمين في هذه القضية، والذين يُرجح ان يشملهم التحقيق، اذ نشرت جهة غير معروفة تسجيلاً صوتياً للجنرال المتقاعد خورشيد طولون الموقوف على ذمة القضية، والذي افرج عنه لاسباب صحية، يكيل فيه الشتائم والاتهامات بحق رئيس الاركان الحالي الجنرال الكر باشبوغ، بحجة سماحه للحكومة بالتحقيق مع العسكريين والضباط ذوي الرتب العالية في الجيش. كما نُشرت تسجيلات صوتية اخرى لحديث هاتفي اجراه رئيس الاركان السابق الجنرال اسماعيل حقي قره ضاي، يتحدث فيها بالتفصيل وبفخر كيف اطاح بحكومة نجم الدين اريكان عام 1997، وكيف تدخل شخصياً قبل سنتين من أجل منع انتخاب عبد الله غول رئيساً للبلاد، من خلال تهديده زعماء احزاب في البرلمان وارغامهم على مقاطعة التصويت. ومن اشهر جمله التي نشرت، قوله أن الرئيس سليمان دميريل كان افضل سياسي حكم تركيا، لانه كان يخضع دائماً لقول العسكر ولا يخرج عنه! نشر في العدد: 16773 ت.م: 07-03-2009 ص: 18 ط: الرياض عنوان: تركيا : اعتقال صحافي في قضية "ارغينيكون"