دعا أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في كلمته امام قمة الدوحة الى وضع اسس واقعية ومنطقية يمكن البناء عليها لعلاقات عربية تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، مؤكداً ان تحقيق مصالحة عربية صادقة يعني القدرة على مواجهة التحديات المتزايدة على المستويين الاقليمي والدولي. وقال الشيخ صباح:"نجتمع لتدارس اوضاع امتنا العربية وما آلت إليه نتيجة تفاقم وتنامي الخلافات السياسية في ظل ظروف صعبة ودقيقة نمرّ بها جميعا تفرض علينا الوقوف وقفة جادة ومخلصة نتلمّس من خلالها مواطن الضعف والاختلال في عملنا العربي المشترك والاسباب التي تقف وراء تراجع ذلك العمل، وما ادى إليه من تعطيل لكل فرص المعالجات السليمة وقدرتنا على النهوض بأوضاع امتنا الى ما نصبو إليه من تقدم ورقي ووحدة في الصف العربي وهو الامر الذي ادى الى استفحال روح الفرقة بدلا من الوحدة والتضامن وأسهم في تعطيل مسيرة التنمية في وطننا العربي وبات معه موقفنا العربي يعاني من الضعف والهوان في مواجهة مخاطر إقليمية ودولية تحيط بنا". أضاف:"لنا أن نتساءل عن ماهية خلافاتنا العربية هل هي على السيادة ام خلاف في الرأي؟ لا شك انه خلاف في الرأي، واذا كان الامر كذلك فلماذا ندخل شعوبنا العربية في هذه الخلافات بين الانظمة ولماذا لا ننأى بها عنها. اننا مدعوون اليوم اكثر من اي وقت مضى ان نمضي قدما ونواصل دعم الجهود المخلصة والبناءة لتحقيق الانفراج في اجواء علاقاتنا العربية وان نلقي وراء ظهورنا هذه التوترات والخلافات السياسية التي اثرت على قضايانا وفي مقدمها قضيتنا الفلسطينية التي مضى عليها اكثر من ستين عاما دون ان تحل لعدم وجود موقف عربي وفلسطيني موحد تجاهها. ان علينا ان نضع الاسس الواقعية والمنطقية التي يمكن البناء عليها لعلاقات عربية تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة". واكد ان الكويت"تتابع باهتمام بالغ الجهود والمساعي الخيّرة التي تبذلها الشقيقة الكبرى مصر العروبة بقيادة الرئيس محمد حسني مبارك الذي ينهض بدور تاريخي دؤوب لتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني انطلاقا من مسؤولياته القومية وادراكا لحجم التحدي الذي يواجه امتنا والمخاطر التي تهدد مصير اشقائنا الفلسطينيين". وأردف الشيخ صباح:"كما نتابع باهتمام تطورات الاوضاع في العراق والتي شهدت تقدما ملحوظا في الاونة الاخيرة على صعيد الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي ونهنئ العراق الشقيق حكومة وشعبا على نجاح انتخابات مجالس المحافظات". واعرب عن القلق من تداعيات قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار امر توقيف الرئيس عمر حسن البشير، معتبرا ان هذا القرار"لا يخدم الجهود العربية والافريقية لحل مسألة دارفور"، ودعا مجلس الامن"الى تأجيل الاجراءات المتخذة من قبل هذه المحكمة لاعطاء فرصة لجهود السلام لتحقيق نتائجها المرجوة". وختم بالقول:"وفي الاطار الاقليمي، ندعو جمهورية إيران الاسلامية الاستجابة لمساعي دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة لحل قضية الجزر الاماراتية عن طريق المفاوضات المباشرة او اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. كما نؤكد مرة اخرى على اهمية العمل على جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل كافة بما فيها الاسلحة النووية وضرورة انضمام اسرائيل الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية وإخضاع منشآتها كافة لنظام التفتيش الدولي التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية مع التأكيد على حق هذه الدول في الحصول على تكنولوجيا الطاقة الذرية للاستخدامات السلمية. وندعو الجمهورية الاسلامية الايرانية الصديقة والوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الرئيسية المعنية بالملف النووي الايراني الاستمرار بالحوار الجاد والبناء للوصول الى حل يكفل ويحقق ازالة التوتر والشكوك التي لا تزال تحيط بهذا الموضوع". نشر في العدد: 16797 ت.م: 31-03-2009 ص: 11 ط: الرياض