تعهد الحزب الشيوعي في البصرة شن حملة مناهضة لتهميشه وتشويه صورته التي اعتمدتها أحزاب الاسلام السياسي وأدت الى فشله في الفوز بأي مقعد في انتخابات مجالس المحافظات. وكان الحزب بدأ بعد احتلال العراق عام 2003 اعادة تنظيم نشاطه، لكن كانت عودته إلى الجنوب، خصوصاً إلى البصرة 500 كم جنوببغداد اصطدمت بتيارات وأحزاب دينية وسمت ملامح الخريطة الحزبية في المحافظة. ويقول مسؤول الحزب في البصرة عباس الجوراني ل"الحياة"إن"عملية الحجر السياسي التي مارستها الاحزاب الإسلامية على الثقافة والأدب في السنوات الماضية أثّرت بشكل واضح على نشاطنا الذي يتفاعل من خلال هذه المجالات، إذ كانت إشاعة الروح المدنية والتحضر مقيدة ، ما جعل حريتنا السياسية معدومة". وأضاف:"هناك تراجع في فعالية الحزب الآن نتيجة السياسات السابقة وهجوم الاحزاب المتنفذة التي لا تؤمن بطروحاتنا، مثل فصل السلطات والإيمان بالرأي والرأي الآخر". وزاد:"بدأنا نغيّر طبيعة عمل الحزب ونحوّل صورته في العراق فلم يعد ذلك الحزب الذي يجب الإيمان به كدين او عقيدة. وإنما أصبح في الجنوب عبارة عن مبادئ ومناهج سياسية كالأحزاب الليبرالية أو العلمانية". وأكد ل"الحياة"ان"الحزب تعرض لحملات تشهير قبل عملية صولة الفرسان الأمنية آذار/ مارس 2008 وبعدها". واضاف:"تمثلت هذه الحملات بإقناع الأهالي بأننا نؤمن بأمور بعيدة عن الروح الإسلامية واستمرت هذه الحملات حتى بعد صولة الفرسان وتحديدا قبل فترة الانتخابات. ولدينا وثائق تثبت تورط أحزاب الإسلام السياسي بذلك". وأوضح أن"عدم حصولنا على مقعد واحد في عموم العراق جاء نتيجة لهذه الحملات التي أثرت في مزاج الناخب ودفعته إلى التصويت الطائفي والديني أو التصويت لمصلحة رمز واحد يقود قائمة، كما هو حال قائمة ائتلاف دولة القانون التي يرأسها رئيس الوزراء نوري المالكي وفازت بغالبية المقاعد في عدد من المحافظاتالعراقية ومنها البصرة". واضاف" نحن حزب عريق ومؤثر في الساحة العراقية ونتعهد شن حملة تثقيف مضادة لتلك التي شنتها الاحزاب الدينية لتوضيح الحقائق للأهالي لحمايتهم فكرياً". نشر في العدد: 16789 ت.م: 23-03-2009 ص: 10 ط: الرياض