جاء في آخر إحصاء لوزارة التخطيط أن في العراق 3 ملايين أرملة تتراوح اعمارهن بين 23 و80 عاما. و تشكل الشابات اللواتي تقل اعمارهن عن 30 عاما نسبة 40 في المئة منهن، والأرامل الشابات، على ما تقول وزيرة شؤون المرأة يصل عددهن الى مليون ونصف المليون، معظمهن ضحايا ما بعد الغزو عام 2003. ميسون علي 24 عاما فقدت زوجها في حادث تفجير وسط بغداد تحمّلت على اثره مسؤولية طفلين وهي لا تملك مؤهلات علمية تتيح لها الحصول على عمل في المؤسسات الحكومية، إذ غادرت مقاعد الدراسة، نزولا عند رغبة زوجها للتفرغ لتربية الاولاد. ولا تخفي مخاوفها من المجهول وتقول:"لا أعلم كيف سأفي بالتزاماتي تجاه اسرتي الصغيرة من دون موارد مالية تؤمن احتياجاتها". وزيرة المراة، التي استقالت من منصبها ثم عادت، نوال السامرائي اكدت ل"الحياة"ان"الاحصاءات الاخيرة التي تسلمتها من وزارة التخطيط تفيد بوجود 3 ملايين أرملة ومطلقة". وأوضحت أن"لا احصاء رسمياً دقيقاً لدى الوزارة. لكنها في صدد إعداد احصاء يشمل الارامل والمطلقات والايتام نهاية العام الجاري". مصدر مسؤول في وزارة التخطيط قال ل"الحياة"إن"الاعداد الحقيقية للارامل يفوق الارقام المعلنة رسمياً.. إعلان الارقام على حقيقتها قد يثير المشاكل". واستدرك"أن الاحصاءات النهائية لهذه الشريحة ستعلن نهاية العام الجاري لأن الوزارة تعمل الآن على اجراء مسح ميداني شامل". وزاد أن"الاحصاءات التي لدينا تؤكد ان هناك اكثر من مليون ارملة دون سن 30 سنة". منى عزيز 35 عاماً خطف زوجها في طريق عودته الى منزله في مدينة العامرية غرب بغداد تؤكد ل"الحياة"ان"عملها الحكومي خفف اعباءها اليومية والتزاماتها تجاه اولادها الثلاثة"، مشيرة الى ان"الأرامل الشابات اللواتي يحملن مؤهلات علمية أو شهادات جامعية لديهن فرص اكبر في الاعتماد على النفس في تنشئة أطفالهن وتلبية حاجاتهن عكس الأرامل اللواتي اكتفين بالتعليم المتوسط واللاتي يعتمدن على الإعانات التي تقدمها المنظمات الاجتماعية أو يضطررن إلى العمل في مهن بسيطة ذات مردود محدود". وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي تعنى بشؤون المعوزين والارامل والمطلقات ضمن برنامج شبكة الرعاية الاجتماعية الذي تشرف عليه تقر بوجود 100 ألف أرملة تدفع لهن رواتب 100 الف دينار شهرياً. وقال المستشار الاعلامي للوزارة إنها"تتابع قضايا الارامل وتعمل على تسهيل اجراءات شمولهن بالرواتب". بعض الارامل انخرط في ادارة مشاريع انتاجية صغيرة تدر عليهن ارباحا بسيطة الى جانب انها تستقطب اللواتي ليس لديهن عمل. تقول رشا صابر التي تدير معملاً للخياطة في حي المشتل إنها، بعد مقتل زوجها بانفجار، عملت على تأسيس ورشة استقطبت زميلاتها من الارامل للعمل في المشروع. نشر في العدد: 16787 ت.م: 21-03-2009 ص: 11 ط: الرياض