قلّلت مصادر مصرية مطلعة من فرص التوصل الى اتفاق مصالحة فلسطينية قبل قمة الدوحة في ضوء تعليق الفصائل الفلسطينية حوارها الوطني في القاهرة بانتظار عودة رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان من زيارته لواشنطن، في وقت راوحت الخلافات مكانها وبقيت عالقة عند ثلاث قضايا هي برنامج الحكومة، وقانون الانتخابات، والمرجعية الموقتة لمنظمة التحرير. تزامن ذلك مع تصعيد اسرائيلي ضد حركة"حماس"شمل حملة اعتقالات في صفوف نوابها وقيادتها في الضفة الغربية في ضوء تعثر صفقة تبادل الاسرى، رغم تأكيد مصادر مصرية مطلعة ان مصير الصفقة"لم يحسم بعد". راجع ص 4 على صعيد الحوار، استبعد مصدر مصري موثوق امكان التوصل الى اتفاق مصالحة قبيل قمة الدوحة. وقال ل"الحياة"ان مصر ارجأت الدعوة التي كانت مقررة في 22 الشهر الجاري للاحتفال بتوقيع اتفاق مصالحة، وستدعو الفصائل الى اجتماع الاسبوع المقبل لاستكمال الحوار. واشار القيادي في حركة"فتح"نبيل شعث الى رفع جلسات الحوار الى الاسبوع المقبل بانتظار عودة سليمان للاستماع منه الى الشروط المقبولة بالنسبة الى الحكومة الفلسطينية المرتقبة. واشار الى ان سليمان توجه الى واشنطن فيما توجه وزير الخارجية احمد ابو الغيط الى اوروبا بهدف حشد اكبر دعم دولي للحكومة الانتقالية. اما على صعيد صفقة شاليت، فأكدت مصادر مصرية مطلعة ل"الحياة"ان القرار النهائي في هذا الصدد"لم يحسم بعد"، لكنه اشار الى ان الحسم سيتم قبل مغادرة رئيس الحكومة ايهود اولمرت منصبه، واصفاً اعلان اسرائيل وقف المفاوضات بأنه"مناورة للضغط على حماس"، علماً ان زعيم"ليكود"المكلف تشكيل الحكومة المقبلة بنيامين نتانياهو طلب تمديد مهلة تشكيل الحكومة مدة اسبوعين لاستكمال المشاورات الائتلافية. في هذا الصدد، اعلن القيادي في"حماس"اسامة حمدان ان الحركة لم تعلن انتهاء مفاوضات الاسرى، مشيرا الى ان وفد التفاوض ما زال في القاهرة. وفي مسعى الى اجبار"حماس"على التراجع عن شروطها في صفقة التبادل، شنت اسرائيل حملة اعتقالات في صفوف قيادات الحركة ونوابها في الضفة طاولت عشرة شخصيات، كما شددت الاجراءات داخل السجون وفرضت قيودا على اسرى الحركة. وردت"حماس"في بيان باعلان تمسكها بشروطها، معتبرة أن"الاحتلال فقد اعصابه بعد فشل الصفقة"، و"يعتقد انه بهذه الاجراءات سيحقق ما لم يحققه عن طريق التفاوض". في غضون ذلك، كشفت شهادات جنود اسرائيليين شاركوا في الحرب الاخيرة على قطاع غزة، مدى الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين الابرياء العزل، بما يدعم روايات السكان الفلسطينيين عن وقوع"جرائم حرب"، وفي الوقت نفسه يدحض رواية الجيش عن القيم العسكرية الانسانية الراقية التي يتمتع بها الجنود. واللافت ان هذه الشهادات تعكس الحالة الذهنية للجنود الذين ينفذون الاوامر والتعليمات من دون تردد او منطق او احساس بالذنب عند وقوع خطأ، والذين يعتقدون ان"بالامكان استخدام القوة من دون اي رادع ضد الفلسطينيين"، وان"حياة الفلسطيني اقل شأنا من حياة الجنود"، وانه"داخل غزة مسموح للجندي ان يقوم بكل ما يريد: تحطيم ابواب المنازل وصور العائلة والقتل، لا لسبب، فقط لانهم عرب". ومن بين هذه الشهادات التي نقلها الاعلام الاسرائيلي، قصة فلسطينية قتلت مع ولديها برصاص قناص اسرائيلي لانها لم تفهم الاوامر واتجهت يسارا بدلا من اليمين بعد ان اخلي سبيلها من منزل استولى عليه الجيش. كما افاد الجنود ان مسنة فلسطينية كانت تسير على بعد مئة متر من منزلها قتلت رغم انه كان واضحا انها غير مسلحة. وفيما سارع الجيش الى الاعلان انه"سيفتح تحقيقا ان اقتضى الامر"، دافع وزير الدفاع ايهود باراك عن اخلاقيات جيشه، في وقت دعت منظمات حقوقية اسرائيلية المؤسسة العسكرية الى"تشكيل هيئة خارجية جديدة للتحقيق". نشر في العدد: 16786 ت.م: 20-03-2009 ص: الأولى ط: الرياض