استقبل آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية، باحتفالات شعبية ورسمية كبيرة، 198 أسيراً أطلقتهم إسرائيل أمس، في خطوة اعتبرتها الدولة العبرية"إجراء لبناء الثقة ولفتة"للرئيس محمود عباس قد تعزز موقف حركة"فتح"، و"تعمل على تقوية عملية السلام". راجع ص 4 وهذه المرة الأولى التي تطلق فيها إسرائيل سراح أسرى ممن تعتبر ان"ايديهم ملطخة بدماء يهودية". وبين المحررين عميد الأسرى الفلسطينيين سعيد العتبة الذي أمضى 32 عاماً في سجون الاحتلال ومحمد أبو علي الذي أمضى 28 عاماً، وكلاهما متهم بتنفيذ عمليات أدت إلى سقوط قتلى وجرحى إسرائيليين. وتعهد عباس الذي استقبل المحررين في مقر الرئاسة الفلسطينية العمل من أجل"تبييض السجون وإطلاق سراح 11 ألف أسير ما زالوا وراء القضبان". وقال:"لن يكون هناك سلام من دون تحرير جميع الأسرى". وتزامنت هذه الخطوة مع بدء وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس زيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، قللت في مستهلها التوقعات بفرص التوصل قريباً إلى اتفاق سلام بين الطرفين، لكنها شددت على أن هدف واشنطن ما زال إنجاز اتفاق قبل نهاية السنة. وقالت:"أمامنا كثير من العمل لإنجاز ذلك، ومن الواضح أن الوقت معقّد... لكن الأمور هنا دائماً معقدة". وتلتقي رايس اليوم في رام الله الرئيس عباس ثم تعود إلى القدس للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. وقلل ياسر عبد ربه أحد كبار مساعدي عباس من فرص حدوث تقدم خلال الزيارة. وقال ل"الحياة":"ما زال الإسرائيليون يريدون ضم أجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية، ولا يقبلون حلاً للقدس على أساس الشرعية الدولية، ويريدون إسقاط قضية اللاجئين، لذلك لا يبدو اننا مقبلون على اتفاق في الفترة المقبلة". وفي القاهرة، اجتمع رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان مساء أمس مع وفد من حركة"الجهاد الإسلامي"برئاسة الأمين العام للحركة رمضان شلح في أول اللقاءات الثنائية التي تستضيفها القاهرة مع الفصائل الفلسطينية توطئة لحوار جامع نهاية الشهر المقبل. وأكد مصدر مصري موثوق به ل"الحياة"أن القاهرة وجهت دعوة ل"حماس"الى حضور الحوار. وقال إن الحركة"قبلتها، وتلقينا أجوبة منها على أسئلتنا، وقالت إنها ستشارك في الحوار الذي سيعقد قريباً". لكن وكالة"رويترز"نقلت عن قياديين في الحركة أن"خلافات حادة"بينها وبين مصر في شأن قضيتي صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شاليت وفتح معبر رفح، ستجعل من الصعب على القاهرة التوسط في اتفاق مصالحة.