توافد امس زعماء وقادة عرب واجانب، وعلى رأسهم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، الى منتجع شرم الشيخ المصري للمشاركة في مؤتمر اعادة اعمار قطاع غزة، والذي سينعقد اليوم بمشاركة 71 دولة و16 منظمة دولية وسيقرر حجم المساعدات، وسط تأكيدات مصرية دعمها البنك الدولي بأن آلية دعم غزة ستتم عبر السلطة الفلسطينية، وهو أمر رفضته حركة"حماس"التي تسيطر على القطاع. راجع ص 4 و5 في غضون ذلك، اعلن المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية ميني ميزوز انه ابلغ رئيس الحكومة المستقيل ايهود اولمرت مساء امس ان في نيته توجيه لائحة اتهام ضده في قضية الفساد المعروفة ب"قضية تالانسكي"، نسبة الى رجل الاعمال الاميركي اليهودي الذي قال انه تبرع بمئات آلاف الدولارات لأولمرت لسنوات طويلة عندما كان وزيرا، فيما لم يصرح الاخير بهذه الاموال، ما يعتبر قانونيا"خيانة ثقة والحصول على شيء بالخداع". وتم ابلاغ مديرة مكتب اولمرت سابقا شولا زاكين بلاغا مماثلا لضلوعها في القضية، علما انه تم التحقيق في هذه القضية وغيرها 16 مرة، وانها اثارت ضغطا شعبيا دفع اولمرت الى الاستقالة مرغما. ويعقد اليوم مؤتمر اعادة الاعمار في وقت يشهد قطاع غزة احوالاً جوية ماطرة وعاصفة تسببت بسيول زادت من معاناة الفلسطينيين المقيمين في خيام بسبب الدمار الذي لحق ببيوتهم نتيجة العدوان الاسرائيلي على القطاع. وتوقعت مصادر ديبلوماسية في القاهرة ان تبلغ التعهدات الدولية لإعمار غزة 4 بلايين دولار، علما ان السلطة الفلسطينية ستقدم تقريرا الى المؤتمر تشير فيه الى ان القطاع تكبد 1.9 بليون دولار من الخسائر بسبب العدوان الاسرائيلي. ومن المقرر ان يفتتح الرئيسان المصري حسني مبارك والفرنسي نيكولا ساركوزي المؤتمر حيث يلقي مبارك كلمة افتتاحية يدعو فيها المجتمع الدولي الى تنفيذ تعهداته في شأن اعادة الاعمار، كما يشير الى ارتباط عملية التهدئة وفتح المعابر بتحقيق الوفاق الفلسطيني. واستبقت القاهرة المؤتمر لتؤكد على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي انه"لا يوجد توافق دولي على آليات جديدة لاعادة الاعمار... الاموال ستضخ من خلال السلطة او بالتنسيق معها". وانضم البنك الدولي الى موقف القاهرة معلناً في تقرير سيعرضه امام المؤتمر، اهمية تقديم التبرعات مباشرة الى السلطة الفلسطينية لاعمار غزة وبعض الجهات المستقلة في غزة مثل المنظمات غير الحكومية التي لا علاقة لها ب"حماس". غير ان القيادي في"حماس"محمود الزهار شدد في مقابلة مع"الحياة"امس على ضرورة صرف الاموال المخصصة لاعادة اعمار غزة عبر"الحكومة الشرعية"برئاسة اسماعيل هنية، مضيفا:"عمليا لو اعطوه لعباس الاموال، كيف سينفقها في غزة؟". واضاف انه لا مانع من ارسال النقود عبر مؤسسات خاصة او"الاونروا"او مندوبين للدول المانحة. من جهة اخرى، سيكون مؤتمر اعادة الاعمار مناسبة لعقد اجتماعات على هامشه، اذ اكدت مصادر عربية متطابقة في القاهرة ل"الحياة"ان لقاءات لتحقيق المصالحة العربية ستعقد في القاهرة غداً، وان ترتيبات تجري لعقد لقاء ثلاثي بين وزراء الخارجية المصري احمد ابو الغيط والسعودي الامير سعود الفيصل والسوري وليد المعلم. نشر في العدد: 16768 ت.م: 02-03-2009 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: مؤتمر شرم الشيخ أمام عقدة "آلية" إعمار غزة