أكد وزيرُ خارجية النرويج أن مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عُقد بالقاهرة الأحد (12 أكتوبر 2014) جمع 5.4 مليارات دولار لدعم الفلسطينيين. وقال الوزير بورج بريند في بيان أُذيع على التلفزيون الرسمي المصري، وتُرجم إلى العربية: "المساهمون ساهموا بنحو 5.4 مليارات دولار، نصفها سيتم تخصيصها من أجل إعادة إعمار غزة، والتزموا بأن يقوموا بتوزيع المساعدات من أجل الاستجابة للاحتياجات اليومية للشعب الفلسطيني"، وفقًا لما ذكرته (رويترز). وقدمت السلطة الفلسطينية مشروعًا لإعادة إعمار غزة من 76 صفحة بقيمة أربعة مليارات دولار، يُخصص القسم الأكبر منها لإعادة بناء مساكن لنحو مائة ألف شخص شُردوا من منازلهم بعد الحرب التي أسفرت عن استشهاد نحو 2200 فلسطيني، وجرح 11 ألفًا آخرين، وقتل 73 إسرائيليًّا. وكانت قد أعلنت دولتا الكويتوالإمارات العربية المتحدة، تقديم دعم مالي قدره (400 مليون دولار أمريكي) بواقع (200 مليون دولار) لكل منهما للمساعدة في إعادة إعمار غزة، وذلك خلال مشاركتهما في المؤتمر المنعقد حاليًّا بالقاهرة لهذا الغرض. وقال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، في كلمته خلال جلسات المؤتمر: إن بلاده ستقدم مبلغ 200 مليون دولار للسنوات الثلاث المقبلة للمساهمة في إعادة إعمار غزة، يتولى متابعتها والإشراف عليها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية. وأكد أن ما شهده قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي الذي استمر أكثر من 50 يومًا أوقع آلاف القتلى والجرحى، وأحدث دمارًا هائلا في البنية التحتية، يحتم حشد سبل الدعم والمساندة لإعادة استئناف عملية السلام، ليتمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على كافة حقوقه المشروعة. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية لتوفير الضمانات للوصول إلى سلام عادل لتحقيق عملية إعمار غزة، مجددًا دعوة بلاده جميعَ الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة للمسارعة بعقد مؤتمر دولي لحماية المدنيين الفلسطينيين. من جانبها، أعلنت وزيرة التنمية والتعاون الدولي الإماراتية لبنى بنت خالد القاسمي عن تبرع بلادها بمبلغ 200 مليون دولار أمريكي لإعادة إعمار قطاع غزة، انطلاقًا من مسؤوليتها الاجتماعية التي تحتم على الجميع المشاركة في تحسين أوضاع الشعب الفلسطيني بصفة عامة. وأوضحت القاسمي في كلمتها في مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة، أن الإمارات تطالب بضبط النفس، وعدم الاستمرار في سياسة العقاب الجماعي التي تقوم بها إسرائيل. فيما أعلنت دولة قطر تعهدها بضخ مليار دولار أمريكي لإعادة إعمار قطاع غزة خلال السنوات المقبلة. وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية خلال كلمته في مؤتمر إعادة إعمار غزة اليوم، أن تلك المساهمة تأتي استجابة لطلب السلطة الفلسطينية، والخطط التي قدمتها من أجل جمع 4 مليارات دولار تمثل التكلفة الخاصة بإعادة الإعمار خلال السنوات الخمس المقبلة. وأعرب العطية عن تقديره للجهود المصرية من أجل عقد مؤتمر إعادة إعمار غزة، مؤكدًا أن المشاركة الواسعة في هذا المؤتمر تعكس رؤية المجتمع الدولي لإعادة إعمار غزة، وإمكانية تحقيق آمال الفلسطينيين الذين يضعون آمالهم وأحلامهم على هذا المؤتمر من أجل تحسين معيشتهم، وعودة النازحين إلى بلادهم، وتعزيز البنية التحتية في القطاع، وإعادة تدوير الاقتصاد الفلسطيني. وشدد على أن السلام العادل هو الضمان الحقيقي لإعادة الإعمار والبناء في قطاع غزة، مؤكدًا ضرورة انصياع إسرائيل للإرادة الدولية من أجل تحقق السلام الحقيقي بقيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967م.