أحيا الاكراد أمس الذكرى ال21 لقصف حلبجة بالأسلحة الكيماوية، فيما أكد حزب"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة الرئيس جلال طالباني في بيان ان مكاسبهم"تتعرض للخطر". وفرغت الدوائر والمؤسسات الحكومية من موظفيها، فيما توقفت حركة السير في الساعة الحادية عشرة صباحا، تذكيرا بقصف حلبجة الذي بدأ في التوقيت ذاته، ودوت صافرات الانذار في ارجاء مدن اقليم كردستان لمدة خمس دقائق، وافتتح رئيس برلمان الاقليم عدنان مفتي بحضور مسؤولين وشخصيات أجنية، نصبا تذكاريا لضحايا الحادثة في المدينة. ويتّهم الاكراد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين باستخدام اسلحة كيماوية محظورة في قصف حلبجة التابعة لمحافظة السليمانية في 16 اذار مارس عام 1988، ويؤكدون مقتل خمسة الاف كردي حينها. وكانت المحكمة الجنائية العراقية العليا عقدت الاحد الماضي جلستها السابعة للنظر في قضية قصف المدينة المتهم فيها عدد من المسؤولين السابقين ابرزهم علي حسن المجيد، الذي أكد خلال المحاكمة أن القصف كان يستهدف تجمعات عسكرية ايرانية اخترقت الحدود عندما كان البلدان في حالة حرب، لكن السكان المحليين الذي نجوا من القصف ينفون بشكل قطعي هذا الادعاء. إلى ذلك، اصدرت رئاسة اقليم كردستان العراق بيانا في المناسبة جاء فيه ان"هذه الفاجعة أصبحت رمزا لمظلومية وصمود شعب كردستان كما كانت في الوقت نفسه لطخة عار في جبين النظام الدكتاتوري الصدامي المقبور". وأضاف البيان:"مع أن حلبجة تشهد اليوم تطورا وإعمارا ملحوظا بعد الكوارث والدمار الذي شهدته، إلا أنها ما زالت تحتاج الى المزيد حتى يتم تعويضها الأضرار البشرية والمادية والنفسية التي أصابتها جراء هذه الفاجعة"، موضحاً أن"اقليم كردستان سيواصل مساعيه لتقديم الاطراف التي زودت النظام السابق اسلحة كيماوية الى العدالة". على صعيد آخر، جاء في بيان لحزب طالباني ان"العديد من مكتسبات شعبنا ما زالت لم تتحقق، كما ان المخاطر تلوح حول ما حصلنا عليه من المكتسبات الاخرى، ونحن إذ نحيي ذكرى حلبجة، علينا أن نجعل منها منطلقا لتوحيد صفوف شعبنا ولا ندع وحدتنا تتعرض للاهتزاز وتتعرض قدراتنا وطاقاتنا واهدافنا في هذه المرحلة للركود". وزاد البيان:"وفاؤنا لحلبجة يكمن في كيفية الدفاع عن الاهداف والمكاسب التي ضحى من اجلها شهداء حلبجة وشهداء شعبنا، وهذا الدفاع لا يتحقق الا بتوحيد اصواتنا وصفوفنا". وحض الحزب"الديموقراطي الكردستاني"بزعامة مسعود بارزاني، حكومة الاقليم ومؤسساتها المعنية على"ايلاء اهتمام أكثر بمدينة حلبجة التي لم تحظ باهتمام كبير بعد انتفاضة عام 1991 بسبب جملة من المشاكل الداخلية"، مطالبا الحكومة بالعمل على تعويض اهالي المدينة. نشر في العدد: 16783 ت.م: 17-03-2009 ص: 10 ط: الرياض