نقلت مصادر عن اجتماع غير رسمي عقده نواب الحزب الديموقراطي في بوليامسبورغ في ولاية فرجينيا الأميركية أمس، ان الرئيس باراك اوباما ابدى قلقه من صعوبة الحفاظ على مهمة عسكرية مركزة في افغانستان، في وقت تستعد ادارته لإرسال 17 الف جندي اضافي إليها. وأوضحت ان اوباما أكد أن الولاياتالمتحدة لا تستطيع كسب الحرب في افغانستان باستخدام وسائل عسكرية فقط، معتبراً ان احد الأخطار الرئيسة التي تواجه الولاياتالمتحدة تتمثل في"مواصلة المهمة من دون معالم واضحة". ولمح الرئيس الأميركي الى حاجة بلاده الى الانخراط في جهود ديبلوماسية مع باكستان المجاورة لأفغانستان، مشدداً على ضرورة عدم تحول افغانستان مجدداً الى"ملاذ آمن"للإرهابيين. جاء ذلك عشية عقد مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي، حيث سيناقش نائب الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنغلا مركل سياسة منظمة الحلف الأطلسي ناتو في أفغانستان. وأفادت صحيفة"فايننشال تايمز"بأن قوة وحجم الوفد الأميركي الذي سيضم الى بايدن، مستشار الأمن القومي جيمس جونز، والمبعوث الخاص الى أفغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك، يؤكد بدء ادارة أوباما الاعتماد على شركاء الولاياتالمتحدة في مجالي الأمن والسياسة الخارجية. ولفتت الى أن مؤتمر ميونيخ يمثل فرصة مبكرة لاستطلاع ادارة الرئيس أوباما التزامات الدول الأوروبية زيادة عدد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان، وتمويل عملية توسيع الجيش الأفغاني. ونسبت إلى مسؤول أميركي بارز قوله إن"بايدن سيحرص خلال مؤتمر ميونيخ على تجنب احداث خلافات مع دول الحلف، لأن الإدارة الجديدة أكثر حرصاً من الإدارة السابقة على تجنب الخلافات العلنية مع الحلفاء، ولا ترغب في ترويع حلفاء الولاياتالمتحدة الذين لا يلتزمون تعهداتهم مع مراعاة الضغوط التي تواجهها الحكومات الأوروبية". في غضون ذلك، نفى مسؤولون افغان زعم الجيش الأميركي مقتل ستة من حركة"طالبان"في غارة جوية نفذها جنوده في ولاية زابول جنوب. وقال محمد هاشم، عضو المجلس الإقليمي في الولاية إن"الضحايا ينتمون الى عائلتين، ولا صلة لهم بالمتمردين". ويغضب سقوط ضحايا مدنيين على ايدي القوات الغربية حكومة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، في وقت يشير محلون الى ان كارزاي يواجه تدني التأييد الشعبي له مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في آب أغسطس المقبل. على صعيد آخر، اعلنت السفيرة الاميركية لدى طاجيكستان ترايسي آن جاكوبسون ان دوشانبي ستسمح باستخدام مجالها الجوي لنقل كل المعدات غير العسكرية الى قوات التحالف الدولي في افغانستان وجنود الحلف الأطلسي، في وقت أكدت قيرغيزستان، الجمهورية السوفياتية السابقة والحليفة التقليدية لروسيا، ان قرار اغلاق قاعدة ماناس الجوية الاميركية على اراضيها"نهائي"، وان"لا مفاوضات"مع الأميركيين للتراجع عن القرار. وسيصوت البرلمان القرغيزي الأسبوع المقبل على مشروع قرار اغلاق القاعدة القريبة من العاصمة بشكيك ومن منشآت عسكرية روسية. لكن سيطرة انصار الرئيس القرغيزي كرمان بك باكاييف على البرلمان يجعل اقرار المشروع امراً مؤكداً، في وقت اقر البرلمان الروسي منح قيرغيزستان قرضاً بقيمة 1.7 بليون دولار. وتوشك الولاياتالمتحدة ايضاً ابرام اتفاق مع أوزبكستان المجاورة لقرغيزستان من اجل استخدام ممر جديد للسكك الحديد في امداد قواتها في افغانستان. وفي روسيا، اعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف ان بلاده"ستوافق"على عبور معدات اميركية غير عسكرية الى افغانستان. وقال:"ننتظر تقديم شركائنا الاميركيين طلبات محددة عن كمية البضائع ونوعها، من اجل منح الإذن المطلوب للتنفيذ"، علماً ان موسكو تدعم سياسياً جهود الحلف الاطلسي، على رغم انها تعارض الوجود العسكري الاميركي في آسيا الوسطى. نشر في العدد: 16745 ت.م: 07-02-2009 ص: 18 ط: الرياض عنوان: أوباما يريد أبعاداً "غير عسكرية" لمهمات أميركا في أفغانستان