كشفت مصادر أمنية أن السلطات المغربية اعتقلت أحد أبرز بارونات المخدرات ووصفته بأنه"صيد ثمين"في إطار التحريات لتفكيك شبكات محلية ذات امتدادات دولية في تهريب المخدرات. وأُفيد أن تاجر المخدرات الذي يُعتقد انه العقل المدبر لأكبر شبكة للتهريب في المغرب، اعتقل الأسبوع الجاري على خلفية تفكيك شبكة تضم أشخاصاً ينتسبون إلى البحرية الملكية والدرك، ويقترب عدد المتورطين فيها من مئة شخص. وتُعتبر هذه الشبكة الأكبر من حيث عدد أعوان الأمن والجيش. وقالت المصادر ان التحريات أظهرت ضلوع أفراد الشبكة في استخدام معابر البحر المتوسط لتهريب المخدرات إلى اسبانيا وبلجيكا وبلدان أوروبية، وانهم يتوافرون على وسائل لوجستية متطورة وكانوا ينطلقون من مدينة الناضور وضواحيها شمال المغرب. وقاد اعتقال أحد المهربين في العاشر من الشهر الماضي الى وضع اليد على مكونات الشبكة التي وصفتها مصادر أمنية بأنها الأخطر من نوعها في ضوء استمرار التحريات حول منابع التهريب التي تتخذ من المحافظات الشمالية مرتعاً لزرع الحشيشة القنب الهندي في مناطق وعرة المسالك تعاني في نقص المرافق والتجهيزات. واصر وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى في زيارته الأخيرة إلى اسبانيا على تأكيد التزام بلاده المضي قدماً في الحرب على المخدرات. وقال إن الحملات التي تشنها السلطات المغربية في هذا المجال تهدف إلى"اجتثاث زراعة القنب الهندي والتصدي لتجارة المخدرات"، إضافة الى معاودة استصلاح الاراضي واستبدال زراعة الحشيشة بنباتات منتجة. الى ذلك، شكّل موضوع التنسيق والتعاون في تسليم المطلوبين محور اجتماعات بين خبراء مغاربة واسبان في قطاع العدل. وقالت مصادر قضائية إن اتفاقا حصل حول معاودة النظر في آليات وأساليب تسليم المطلوبين المتابعين قضائياً في البلدين. إذ يذكر، بهذا الصدد، أن أحد أباطرة المخدرات ويدعى"نيني"كان فر من أحد السجون المغربية، لكن السلطات الإسبانية التي اعتقلته لم تسلمه بعد الى المغرب على رغم طلبه ذلك مرات عدة. على صعيد آخر، قضت غرفة الجنايات الابتدائية في محكمة الاستئناف في سلا، المجاورة للرباط، ببراءة حسن الحسكي أبو حمزة الذي كان يتابع في إطار قانون مكافحة الارهاب وسلّمته أخيراً السلطات القضائية الإسبانية للمغرب، من تهم"تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية تهدف الى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف". وكانت النيابة العامة التمست الحكم ب20 سنة سجناً في حق المتهم لتورطه في أعمال إرهابية، فيما التمس الدفاع البراءة. وأصدر القضاء الإسباني حكماً بسجن الحسكي 14 سنة لتورطه في تفجيرات 11 آذار مارس 2004 في مدريد، لكنه وافق على تسليمه موقتاً للمغرب الذي كان يشتبه في تورطه في تفجيرات الدار البيضاء عام 2003. لكن محكمة سلا برّأته من هذه التهمة أمس. وكانت محكمة الاستئناف في سلا دانت أول من أمس المتهم سعيد بوجعدية بالسجن عشر سنوات مؤيدة الحكم الابتدائي الصادر ضده. وهو بين معتقلين مغاربة رحّلتهم السلطات الأميركية من غوانتانامو العام الماضي الى المغرب. واعتقل بوجعدية عام 2001 عند الشريط الحدودي بين باكستان وأفغانستان لدى فراره وآخرين من قصف القوات الأميركية، ورحل من هناك الى غوانتانامو الذي قضى به حوالي 7 سنوات قبل أن يسلم برفقة معتقلين مغاربة الى سلطات بلادهم. نشر في العدد: 16744 ت.م: 06-02-2009 ص: 12 ط: الرياض