علمت"الحياة"ان التيار الصدري عقد"اتفاقاً مبدئياً"مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لتشكيل تحالف في مجالس المحافظات التي فاز فيها الطرفان، فيما دعا التيار الصدري المرجعية الدينية في النجف الى"عدم الالتفاف"على نتائج الانتخابات و"الحفاظ على حياديتها"محذراً من محاولات بعض القوى المسيطرة على مجالس المحافظات عدم تسليم هذه المجالس الى الأحزاب التي فازت في الانتخابات. وكشف أمير الكناني رئيس"تيار الاحرار المستقل"المدعوم من التيار الصدري ان تياره عقد"اتفاقاً مبدئياً"مع رئيس الحكومة بصفته رئيس"ائتلاف دولة القانون"لتشكيل تحالف في مجالس المحافظات التي فاز فيها الطرفان. وأوضح في اتصال مع"الحياة"ان"هذا التحالف هو نتيجة رؤى مشتركة وتوجهات متقاربة جداً بين الجانبين حول عدد من القضايا"أبرزها ثلاث:"الحفاظ على وحدة العراق وعدم تقسيمه، تعزيز الحكومة المركزية على ان لا يكون ذلك على حساب المحافظات، وتأجيل البحث في الفيديرالية في المرحلة الحالية". وذكر ان هذا الاتفاق تم خلال اجتماع عقد مساء الثلثاء بين المالكي ممثلاً"ائتلاف دولة القانون"ووفد"تيار الأحرار المستقل"ضم، إضافة الى الكناني، رئيس"كتلة النزاهة والبناء"المنضوية في"تيار الاحرار"مهند الكاظمي والنائب عن التيار الصدري بهاء الأعرجي. ورحب الكناني بانضمام أي طرف فاز في انتخابات مجالس المحافظات الى هذا التحالف الثنائي"شرط الالتزام بالثوابت الثلاثة"وقال ان"باب الانضمام الى هذا التحالف مفتوح أمام كل الكيانات التي فازت في الانتخابات بغض النظر عن نسبة المقاعد التي حصلت عليها شرط ان تكون قريبة من توجهاتنا"منتقداً"حصر مجلس المحافظة بحزب أو كتلة وتجيير عمله لطائفة أو لمحازبين"، لافتاً الى ان"مسؤوليات مجلس المحافظة تقديم الخدمات الى كل المواطنين". وعزا الكناني تحفظه عن الفيديرالية الى ان"المرحلة الحالية حساسة جداً، وهناك خشية من ان يؤدي تطبيق الفيديرالية الى تقسيم العراق"مؤكداً تأييده"ادارة لامركزية في البلد لتسهيل أمور المواطنين". وأوضح ان الجهود ستركز في الأيام المقبلة على حسم موضوع التحالفات لتشكيل الحكومات المحلية في كل محافظة، معرباً عن"الخشية من تأخر المفوضية العليا للانتخابات في اعلان النتائج النهائية للانتخابات"محذراً من"احتمال تعرض المفوضية الى ضغوط من بعض القوى السياسية لتغيير بعض النتائج"معتبراً ان"التأخير في اعلان النتائج اسابيع عدة غير منطقي". ولفت الكناني الى ان"الانتخابات كانت جيدة جداً، على رغم بعض الخروقات هنا وهناك التي لا تصل الى درجة الطعن بنزاهتها"، منوهاً ب"الوعي الانتخابي للناخبين". وأضاف:"كنا نطمح إلى ان نحقق نتائج أفضل، لكن محدودية الامكانات المادية وضعف الدعاية الانتخابية، أديا الى عدم قدرتنا على التواصل بشكل واسع مع الناخبين لشرح برنامجنا". وأوضح ان معظم مرشحي"تيار الأحرار"، الذي دخل الانتخابات في 12 محافظة، اكاديميون مستقلون، من الشيعة والسنة. وأكد ان قائمته متفقة مع التيار الصدري، الذي قدم انصاره دعماً واسعاً لها، على التوجهات العامة، موضحاً ان"التيار الصدري، الذي لم يشارك في الترشح للانتخابات، كان مهتماً بدعم مستقلين فطلب من ناخبيه منح اصواتهم الى قائمتنا"، مضيفاً:"اننا تشرفنا بهذا الدعم، وهو رصيد نعتز به". وباتت قائمة"تيار الاحرار"التي يدعمها الصدر موضع استقطاب معظم الكتل السياسية. في غضون ذلك، دعا التيار الصدري المرجعية الدينية في النجف الخميس الى"عدم الالتفاف"على نتائج انتخابات المحافظاتالعراقية التي اظهرت تقدم اللائحة التي يدعمها رئيس الوزراء نوري المالكي، و"الحفاظ على حياديتها التي اعلنتها قبل الانتخابات". وقام المالكي الاربعاء بزيارة مرجعيات دينية في النجف ابرزهم آية الله علي السيستاني. وعزت الهيئة الاعلامية العليا التابعة لمكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في النجف 160 كلم جنوببغداد الى"مصادر مقربة"قولها ان"بعض الجهات السياسية المتنفذة التي حققت فشلا ذريعا في انتخابات المحافظات بدأت تستخدم اسلوب التهديد والوعيد بعدم تسليم المحافظات التي يسيطرون عليها للجهات التي ستخلفهم". واتهم البيان الجهات"المتنفذة باستخدام اسلوب جديد من خلال الضغوط على المرجعيات الدينية للحصول على فتوى تجبر احد الاطراف الفائزة بضرورة الائتلاف معها كي يتسنى لها الحفاظ على مناصبها القديمة". ويشير البيان الى"المجلس الاسلامي الاعلى"الذي يسيطر على 6 محافظاتجنوبية فضلاً عن بغداد. ولا تشير النتائح الاولية الى احتفاظه بها انما الى تقدم لائحة المالكي"ائتلاف دولة القانون"في 9 محافظات شيعية. وطالب البيان"المرجعية الدينية في النجف بالحفاظ على حياديتها التي اعلنتها قبل الانتخابات وان لا تفضل طرفا على آخر". كما دعا المرجعية الى"احترام صناديق الاقتراع لأن الالتفاف على العملية الانتخابية سيؤدي الى فشل العملية الديمقراطية في العراق برمتها". نشر في العدد: 16744 ت.م: 06-02-2009 ص: 8 ط: الرياض