أعلن قادة منظمة الأمن والتعاون التي تضم سبع جمهوريات سوفياتية سابقة عن تأسيس قوات مسلحة مشتركة يدخل ضمن مهماتها"التصدي لعدوان حربي ومحاربة الإرهاب الدولي والتطرف والجريمة المنظمة". وأكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن مجلس الأمن الجماعي التابع للمنظمة الإقليمية"وافق على تشكيل قوات للانتشار السريع" تشكل ذراعاً عسكرية للمنظمة التي تضم كلاً من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وأرمينيا. وهذه المرة الأولى منذ انهيار الدولة العظمى، تتفق فيها جمهوريات سوفياتية سابقة على تشكيل قوات مسلحة مشتركة في الفضاء السوفياتي السابق. وقال ميدفيديف في كلمة افتتح بها الجلسة الموسعة لرؤساء البلدان الأعضاء في المنظمة في موسكو أمس، إن جميع المشاركين في القمة اتفقوا على ضرورة تبني الوثيقة الخاصة بتشكيل تلك القوات. وعلى رغم أن هذا التطور يشكل مكسباً لروسيا التي بادرت قبل شهور إلى طرح الفكرة، فإن مراقبين أشاروا إلى تباين في مواقف البلدان الأعضاء في المنظمة حيال المهمات المطلوبة من"الجيش السوفياتي المصغر"بحسب وصف أحد المعلقين. وصرح سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، أن القوات المزمع إنشاؤها ستعمل على"للتصدي للعمليات العدوانية الحربية ومحاربة الإرهاب الدولي والتطرف ومكافحة الجريمة المنظمة الدولية ومكافحة تجارة المخدرات وأيضاً إزالة آثار الحوادث والكوارث"من دون أن يوضح المقصود بعبارة"العدوان الحربي"والأطراف التي تسعى المنظمة إلى مواجهتها. في المقابل أعلن مصدر روسي قريب الصلة بمحادثات القادة أن أوزبكستان وافقت على المشاركة على أساس غير دائم في قوات الانتشار السريع التي قررت منظمة الأمن الجماعي تشكيلها. وأوضح المصدر أن طشقند سترسل قوات تابعة لها للانضمام إلى التشكيلات العسكرية المشتركة في حال إجراء عمليات رامية إلى مكافحة الإرهاب أو تهريب المخدرات. وكان ميدفيديف طرح فكرة تعزيز منظمة التعاون الأمني بذراع عسكرية في أيلول سبتمبر الماضي عندما كادت روسيا أن تجد نفسها في مواجهة واسعة مع الغرب من بعد الحرب مع جورجيا. واعتبر مراقبون في حينها أن موسكو تسعى إلى بناء حلف عسكري جديد في الساحة السوفياتية السابقة. وسترابط القوة المزمع تشكليها في روسيا بصفة مستمرة وبحسب مصادر روسية فإن عمودها الفقري سيتشكل من فرقة المظلات الروسية 98 ولواء المظلات الروسي31. وإضافة إلى هذه الخطوة تسعى موسكو إلى"توسيع التعاون العسكري مع بقية بلدان منظمة الأمن الجماعي، بما في ذلك من خلال إنشاء منظومة مشتركة للدفاع الجوي، ومنظومة إقليمية للاتصالات وإدارة التشكيلات التابعة للمنظمة"كما أكد مدفيديف في وقت سابق. قرغيزستان على صعيد آخر أعلنت الحكومة القرغيزية أمس، أنها سلمت قرار إغلاق القاعدة الجوية الأميركية المرابطة في مطار"ماناس"القرغيزي إلى البرلمان للمصادقة عليه. وكان الرئيس القرغيزي كرمان بك باكييف أعلن قرار بلاده إغلاق القاعدة الأميركية على الأراضي القيرغيزية بعد لقائه مدفيديف في موسكو أول من أمس. وافتتحت القاعدة الجوية الأميركية في قرغيزستان في نهاية العام 2001 لدعم العمليات العسكرية للتحالف الدولي في أفغانستان . وأوضح المصدر الحكومي القرغيزي أن"خطر الإرهاب في أفغانستان لم يعد قضية ملحة ما يمثل أساساً لوقف سريان الاتفاقية بعد مرور 8 سنوات على توقيعها". وأكد أمس، سكرتير مجلس الأمن القومي القرغيزي اداخان مادوماروف أن القوات الأميركية ستنسحب من قاعدة"ماناس"الجوية بعد مرور 6 أشهر على تبادل المذكرات بين قرغيزستان والولاياتالمتحدة. ودحض مادوماروف تصريحات وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون حول أن الولاياتالمتحدة ستواصل استخدام قاعدة "ماناس"مؤكداً أن بلاده اتخذت قراراً نهائياً في هذا الشأن و"سنقوم بتنفيذه بحسب القوانين وهو يخضع حالياً للإجراءات الداخلية المعتادة". في المقابل، قال ديبلوماسي روسي بارز ان موسكو ستسمح للولايات المتحدة بإرسال امدادات عبر أراضيها الى أفغانستان وذلك غداة قرار قيرغيزستان إغلاق القاعدة الأميركية. نشر في العدد: 16743 ت.م: 2009-02-05 ص: 16 ط: الرياض عنوان: روسيا وجاراتها تنشئ "جيشاً سوفياتياً مصغراً"